مثلما يزفر بركان
وبهذا استطاع أن يوهم سامعيها أن قتل أولئك اليهود - خصومه - فرض لا مناص من أدائه، وواجب حتم لا يصح السكوت عنه، وأنهم، إن كانوا غفلوا عن القيام به فيما مضى، فهم خليقون أن يتداركوه في الحال؛ حتى لا تصب عليهم لعنة الله، أو يحيق بهم غضبه فيخسف بهم الأرض، أو ينزل عليهم السماء، وكذلك لم يترك ناظمها وسيلة من الوسائل التي تستفز أخفى العواطف الدينية الكامنة إلا استخدمها، ولا نغمة من نغمات التعصب للعقيدة الدينية إلا ضرب على وتيرتها. كل ذلك بأسلوب سهل رشيق كاد يصل - لسهولته - إلى حد الركاكة في بعض الأبيات، مع أنه من أجمل الشعر وأبدعه، وإن شئت فقل وأروعه، وإليكم هذه القصيدة الفريدة في بابها:
ألا قل لصنهاجة أجمعين
بدور الزمان وأسد العرين
مقالة ذي مقة مشفق
يعد النصيحة زلفى ودين
لقد ذل سيدكم ذلة
تقر بها أعين الشامتين
تخير كاتبه كافرا
ولو شاء كان من المؤمنين
Bilinmeyen sayfa