ولقد كان «مندل» متدينا، قائما بواجبات دينه بغيرة لا تقل عن غيرته العلمية التي دفعته إلى البحث، وقد رفعه رفقاؤه إلى رئاسة الدير؛ فأبلى بلاء الصابرين، ولم تفتر له عزيمة في مكافحة السلطات الحكومية ودفع ظلمها.
ولقد لقي في كل خطوة من خطواته مثبطات ومؤيسات؛ فما وهن عزمه ولا نكص أمامها، وغمره الخمول وجهل الناس به، فلم يتزعزع يقينه الثابت وإيمانه الراسخ؛ لا في علمه ولا في دينه.
والحق أن حياة هذا الرجل هي خير رد على أولئك القائلين إن العلم والدين لا يتفقان، فقد ظل - بملاحظته الدائبة، وبصره النافذ - يقرأ سفر الطبيعة الخالدة مستوحيا منه قوانينها، وثم وجد ما يزيد إيمانه بخالق الكون ومبدعه!
ولقد قال: «إن زمني سيجيء بعد قليل.»
وقد جاء زمنه وصحت نبوءته!
آخرة العالم كيف تكون1 ...؟
زحل أشرف الكواكب دارا
من لقاء الردى على ميعاد
ولنار المريخ من حدثان الده
ر مطف وإن علت في اتقاد
Bilinmeyen sayfa