Bilinç: Zihnin Temel Gizemine Kısa Bir Rehber

Ahmed Hindavi d. 1450 AH
31

Bilinç: Zihnin Temel Gizemine Kısa Bir Rehber

الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل

Türler

المشكلة هي أنه من الصعب للغاية فهم فكرة أن موضوعات واعية «صغيرة» ذات خبرة تتجمع معا بما لديها من خبرات محدودة لتشكل موضوعا واعيا «كبيرا» له خبراته الخاصة ... وفكرة تكوين العديد من العقول عقلا آخر أمر أصعب بكثير من أن يستوعبها عقلك (إذا جاز التعبير).

4

تمثل مشكلة الدمج - بالنسبة إلى العديد من العلماء والفلاسفة - أكبر عقبة أمام قبول أي وصف للواقع يتضمن الوعي بوصفه سمة واسعة الانتشار. غير أن العقبة التي نواجهها هنا مرة أخرى يبدو أنها حالة من الخلط بين «الوعي» وبين مفهوم «الذات»؛ إذ يميل الفلاسفة والعلماء إلى التحدث في إطار «موضوع» الوعي. يستخدم مصطلح «الذات» عادة لوصف مجموعة أكثر تعقيدا من السمات النفسية - بما في ذلك صفات مثل الثقة بالنفس أو القدرة على التعاطف - أما مصطلح «موضوع» فلا يزال يصف خبرة الذات في أبسط صورها. في ورقة بحثية تناقش المشكلة التي يشكلها الدمج، كتب ديفيد تشالمرز يقول: «كيف يمكن لأي علاقة استثنائية تجمع بين موضوعات مختلفة ... أن تكون كافية لتكوين موضوع جديد كليا؟»

5

ولكن ربما يكون من الخطأ الحديث عن موضوع للوعي، والأدق بدلا من ذلك هو الحديث عن «المحتوى المتاح» للتجربة الواعية في أي مكان معين في الزمان والمكان، يتحدد وفقا للمادة الموجودة هناك؛ أي وعي بالبيئة المحيطة لا يسري على الكائنات الحية فحسب، بل على جميع صور المادة، بكل شكل لها وفي كل نقطة في الزمان والمكان.

إذا نظرنا إلى مشكلة الدمج من هذا المنظور، يبدو لنا أنها لم تعد تشكل عقبة أمام جميع صيغ شمولية الوعي. بل قد تكون سببا إضافيا لتفضيل منظور يكون فيه الوعي سمة أساسية للكون، بدلا من أن يقتصر على مستوى معين من معالجة المعلومات. فاعتبار الوعي أساسيا يسمح للمادة بأن يكون لها طابع داخلي معين في كل مكان، وفي شتى أشكالها. ومن هذا المنظور، فإن الوعي لا يتفاعل «مع ذاته»، كما كان سيحدث في فعل «الدمج». وهذا الاتجاه في التفكير يفرز أسئلة مثيرة للاهتمام: هل يظهر محتوى معين في منطقة ما من الوعي اعتمادا على المادة الموجودة في هذا الموقع في الزمان والمكان؟ هل ثمة خبرات متداخلة، وكذلك خبرات متحدة، للمحتوى؟

في محادثة أجريتها مؤخرا مع كريستوف كوخ، ناقشنا ما قد ينجم عن تجربة افتراضية ربط فيها دماغان معا بنجاح كما يرتبط نصفا الدماغ العاديان. وبما أنه يبدو وكأن العقل ومحتويات الوعي يمكن تقسيمهما لدى أحد مرضى الانقسام الدماغي، فهل سيؤدي توصيل دماغين معا إلى إنتاج عقل جديد متكامل؟ على سبيل المثال، إذا ربط دماغانا، أنا وكريستوف، معا، فهل سيخلق هذا وعي كريستوف-آناكا جديدا؛ هل سيخلق وجهة نظر واحدة جديدة؟ هل سينتج عقل جديد يمكنه الوصول إلى جميع المحتويات التي سبق أن اختبرها دماغانا على نحو منفصل - كل أفكارنا، وذكرياتنا، ومخاوفنا، وقدراتنا، وما إلى ذلك - مشكلا «شخصا» جديدا؟

6

حتى إذا كان الجواب هو نعم، وهو كذلك على الأرجح، فلا أعتقد أننا نواجه مشكلة دمج في هذه التجربة الفكرية. نحن لا نقع في مشكلات إلا إذا رأينا تجاربي وتجارب كريستوف الواعية كذوات أو موضوعات؛ أي بنى دائمة للوعي بحدود ثابتة. في مثال توصيل الدماغين، قد يكون لدينا ببساطة مثال لوعي يغير محتواه أو طبيعته بالطريقة نفسها التي يتغير بها محتوى وعيك عندما تغلق عينيك وتفتحهما؛ فتجد الأشجار والسماء متاحة لمجال رؤيتك ثم تصبح غير متاحة. وعندما تحلم، فإنك تختبر بيئات مختلفة تماما عن محيطك الفعلي، وربما حتى تشعر بأنك شخص مختلف تماما. وفي النوم العميق، تفقد الوعي تماما، ثم تستعيده مرة أخرى. خلال فترتي حملي كلتيهما، وجدت نفسي أواجه تغيرات شديدة في محتويات وعيي؛ كان على قائمة الخبرات أحاسيس انتابت رحمي لم أعرفها من قبل، وهوسا بالطماطم وصلصات الطماطم بكل أشكالها، ومشاعر ذعر وموجات انفعالية أخرى غير محددة المعالم، وآلاما جسدية وأرقا ... لم أشعر بأنني «نفسي»، وأتوقع أنني لن أشعر بأنني نفسي أيضا أثناء اندماج عقلي مع عالم أعصاب ذكر يبلغ من العمر ستين عاما، لكن هذا لا يشير بالضرورة إلى «مشكلة دمج» بالنسبة إلى الوعي. حتى في حياتنا اليومية، يأتي المحتوى ويذهب، وحتى الوعي نفسه يمكن أن يبدو متأرجحا بين توهج وخفوت.

نحن نواجه مشكلة دمج فقط عندما ندرج مفهوم «الذات» أو «الموضوع» ضمن المعادلة. لكننا نعرف أن فكرة الذات، ككيان ملموس، هي وهم. من المسلم به أنه وهم من الصعب للغاية التخلي عنه، لكنني أعتقد أن الحل لمشكلة الدمج هو ألا يوجد بالفعل «دمج» يحدث على الإطلاق فيما يتعلق بالوعي. يمكن أن يستمر الوعي كما هو، بينما يتغير الطابع والمحتوى، حسب ترتيب المادة المعنية بالأخص. في بعض الأحيان قد يشارك المحتوى عبر مناطق كبيرة ومتصلة على نحو معقد، وفي أحيان أخرى يقتصر على مناطق صغيرة جدا، أو حتى متداخلة. فإذا اتصل دماغان بشريان معا، قد يشعر كلا الشخصين كما لو أن محتوى وعيهما قد اتسع فقط، مع شعور كل شخص بتحول مستمر من محتوى شخص واحد إلى محتوى كليهما، حتى اكتمال الاتصال بدرجة أو بأخرى. فقط عندما تدخل مفاهيم «هو» و«هي» و«أنت» و«أنا» ككيانات منفصلة، يصبح اتساع نطاق المحتوى لأي منطقة من مناطق الوعي (أو حتى عدة مناطق مندمجة) مشكلة دمج. يذكرني هذا بتلك الحيلة الكلاسيكية المتمثلة في تبديل الأدوار بين الشخصيات في قصة أو فيلم، مما يمنح كلا منهم تجربة الشعور بأن يكون المرء شخصا آخر . عندما ننظر عن كثب إلى ما يستلزمه هذا بالفعل، يصبح من المستحيل حتى طرح السؤال. أين هو «أنا» الذي سيتبدل إذا أصبحت شخصا آخر؟ إن كونك شخصا آخر لن يختلف عما ستشعر به حين تكون ذلك الشخص الآخر بالفعل. يبدو الأمر متناقضا، لكننا في النهاية نقول ببساطة ما هو واضح: «ذاك ما ستبدو عليه حين تكون هناك في صورة ذاك التكوين من الذرات، وهذا ما ستبدو عليه حين تكون هنا في صورة هذا التكوين من الذرات.» هذا يشبه القول إن «تكوين الذرات التي تشكل ورقة نبات ينتج عنه كل الخصائص المتوقعة لورقة النبات، وأن مجموعة من جزيئات الماء (

Bilinmeyen sayfa