Bilinç: Zihnin Temel Gizemine Kısa Bir Rehber

Ahmed Hindavi d. 1450 AH
30

Bilinç: Zihnin Temel Gizemine Kısa Bir Rehber

الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل

Türler

يدرك معظم الأشخاص الذين تلقوا تدريبا كافيا على التأمل أن تجربة الوعي لا تتطلب بالضرورة أن تكون مصحوبة بأفكار، أو حتى أي مدخلات حسية. يبدو من الممكن أن يكون المرء على دراية تامة بتجربته الذاتية في غياب الأفكار، أو المشاهد، أو الأصوات، أو أي مدركات أخرى. وكما رأينا، فإن الشعور الذي لدينا بأننا نفس ملموسة، وما يصاحب هذ الشعور من حدسيات، يخلق عقبات هائلة أمام التفكير الخلاق في الوعي. تسهم هذه الحدسيات أيضا في ميلنا إلى الرفض الغريزي لشمولية الوعي كإحدى الفئات المحتملة من النظريات، حتى عندما تكون هناك دلالات كثيرة على منطقيتها. ولكن عندما نفحص التفاصيل الفعلية عن كثب، تبدو الفكرة أقل استبعادا. توضح ريبيكا جولدشتاين أننا في الواقع نعرف أن الوعي جزء لا يتجزأ من المادة؛ لأننا أنفسنا مصنوعون من المادة، وهي الخاصية الوحيدة التي لدينا مدخل مباشر إليها:

الوعي هو خاصية جوهرية للمادة؛ بل إنها في الواقع الخاصية الجوهرية الوحيدة التي نعرفها للمادة؛ لأننا نعرفها مباشرة، من خلال كوننا أشياء مادية واعية. كل الخصائص الأخرى للمادة قد اكتشفت عن طريق الفيزياء الرياضية، وهذه الطريقة الرياضية للحصول على خواص المادة تعني أن الخواص العلائقية للمادة هي الخصائص الوحيدة المعروفة، وليست الخواص الجوهرية.

1

يشير جالين ستروسون إلى نقطة مماثلة من خلال تناول لغز الوعي من منظور آخر مختلف تماما. فيذهب إلى أن الوعي هو في الواقع الشيء الوحيد في الكون الذي «لا يشكل لغزا»؛ بمعنى أنه الشيء الوحيد الذي نفهمه حقا بصورة مباشرة. ويرى ستروسون أن «المادة» هي ما يشكل لغزا غامضا تماما؛ نظرا لعدم فهمنا لطبيعتها الجوهرية. وقد أطلق على هذا الأمر اسم «المعضلة العويصة للمادة»:

تخبرنا [الفيزياء] بالعديد من الحقائق حول تركيب الواقع المادي القابل للوصف الرياضي، وهي الحقائق التي تعبر عنها الفيزياء بالأرقام والمعادلات ... لكنها لا تخبرنا بأي شيء على الإطلاق عن الطبيعة الجوهرية للأشياء التي تشكل هذا التركيب. فالفيزياء صامتة - صامتة تماما وإلى الأبد - بخصوص هذه المسألة ... ما الأشياء الأساسية التي تشكل الواقع المادي، تلك الأشياء التي تنتظم بالطريقة التي تكشفها الفيزياء؟ الإجابة، مرة أخرى، هي أننا لا نعرف، إلا بقدر ما تأخذ هذه الأشياء شكل تجربة واعية.

2

ومرة أخرى، من المهم التمييز بين الوعي والفكر المعقد عند دراسة وجهات النظر الحديثة بشأن شمولية الوعي. فافتراض أن الوعي أمر أساسي لا يعني افتراضا بأن الأفكار أو الخواطر المعقدة أمور أساسية وتؤدي بطريقة سحرية إلى تجسد مادي لتلك الأفكار (وهو سوء فهم شائع لشمولية الوعي). فالادعاء السائد عكس ذلك تماما، وهو أنه إذا كان الوعي موجودا كخاصية أساسية، فإن الأنظمة المعقدة، التي تبنى من الوعي المتدفق بالفعل، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى نشأة بنى مادية مثل العقول البشرية. يتناول ديفيد سكربينا مشكلة الإسقاطات الأنثروبية أو الإنسانية، حيث «نضع متطلبات وأعباء الوعي الإنساني على كاهل جسيمات غير حية»، ويوضح ضرورة التمييز بين الوعي و«الذاكرة»:

من المؤكد أن أي شيء يشبه العقل البشري يتطلب ذاكرة تشبه ذاكرة الإنسان، ولكن هذا مهم فقط للكائنات الحية المعقدة. فليس من المعقول أن نطالب بأن يكون للجسيمات الذرية أي شيء يشبه قدرة الذاكرة لدى الإنسان، أو حتى أي مثيل فيزيائي لشيء يشبه الذاكرة. قد تكون عقول الذرات، على سبيل المثال ، دفقا من ومضات خبرة لحظية دون ذاكرة.

3

ورغم ذلك يتساءل العديد من الناس: إذا كانت المكونات الأساسية للمادة تتمتع بمستوى من الخبرة الواعية، فكيف يمكن لنقاط الوعي الأصغر هذه عندما تشكل جسما أو نظاما ماديا أكثر تعقيدا أن تندمج لتكوين مجال جديد أكثر تعقيدا للوعي؟ على سبيل المثال، إذا كانت جميع الذرات والخلايا الفردية في دماغي واعية، فكيف تندمج تلك المجالات المنفصلة للوعي لتشكل الوعي الذي «أختبره»؟ وأكثر من ذلك، هل تتوقف كل نقاط الوعي الفردية الأصغر عن الوجود بعد أن تنشئ نقطة وعي جديدة تماما؟ يشار إلى ذلك باسم «معضلة الدمج»، التي تصفها «موسوعة ستانفورد للفلسفة» بأنها «أصعب مشكلة تواجه نظرية شمولية الوعي»، مشيرة إلى أن:

Bilinmeyen sayfa