Bilinç: Zihnin Temel Gizemine Kısa Bir Rehber
الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل
Türler
7
فقد طورت البكتيريا العقدية، على سبيل المثال، آلية دفاعية تمكنها من الاختفاء بنجاح من الجهاز المناعي للأطفال لبعض الوقت. فالجزيئات الموجودة على جدران خلاياها تجعلها لا يمكن تمييزها عن الأنسجة الموجودة في قلب الطفل، ومفاصله، وجلده، ودماغه. وفي نهاية المطاف، يتعرف جهاز المناعة لدى الطفل على وجود بكتيريا غريبة في الجسم، ولكن عندما يشن هجومه، قد يستهدف عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة في الجسم أيضا. ووفقا للدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة العقلية، ففي هذه الحالات فإن «بعض الأجسام المضادة التفاعلية المتصالبة والمضادة للدماغ [قد] تستهدف الدماغ، مسببة الوسواس القهري، والتشنجات اللاإرادية، وأعراضا عصبية ونفسية أخرى تعرف اختصارا ب
[اضطرابات المناعة الذاتية النفسية العصبية عند الأطفال المصاحبة لالتهابات العقديات]».
8
هنا، سلوك العائل لا يدعم أهداف الطفيلي؛ وبدلا من ذلك، ينتج عن العدوى البكتيرية ظاهرة ذات تأثيرات «غير مقصودة». لكن كلا النوعين من الأمثلة يكشف عن الواقع ذاته حول تجربتنا الواعية، وتبدأ فكرة أن «أنا» هي المصدر النهائي لرغباتي وأفعالي في الانهيار.
ومع وجود العديد من القوى التي تعمل من وراء الكواليس - بدءا من العمليات العصبية الأساسية التي ذكرناها سابقا وحتى العدوى البكتيرية والطفيليات - يصعب أن نرى كيف يمكن أن تكون سلوكياتنا، وتفضيلاتنا، وحتى خياراتنا، واقعة تحت سيطرة إرادتنا الواعية بأي معنى واقعي. ويبدو من الأكثر دقة بكثير أن نقول إن الوعي مجرد رفيق في الرحلة؛ يشاهد العرض، ولكن لا يصنعه أو يتحكم فيه. من الناحية النظرية، يمكننا أن نذهب إلى حد القول بأن قلة قليلة (إن وجدت) من سلوكياتنا تحتاج إلى الوعي من أجل تنفيذها. ولكن على مستوى حدسي، فإننا نفترض أنه نظرا إلى أن البشر يتصرفون بطرق معينة ويكونون واعين - ولأن تجارب مثل الخوف، والحب، والألم، تبدو كأنها محفزات قوية داخل الوعي - فإن سلوكياتنا يحفزها «وعينا بها» وما كانت ستحدث بخلاف ذلك. غير أنه صار من الواضح الآن أن العديد من السلوكيات التي نعزوها عادة إلى الوعي، ونفكر بها كدليل على الوعي، يمكن أن توجد بالفعل دون وعي، على الأقل من الناحية النظرية. ويعيدنا هذا إلى السؤالين اللذين طرحناهما. ومرة أخرى، من الصعب أن نرى كيف تلعب التجربة الواعية دورا في السلوك. هذا لا يعني عدم وجود دور لها، لكن يكاد يكون من المستحيل الإشارة إلى طرق محددة تلعب بها هذا الدور.
ومع ذلك، أثناء تأملاتي الشخصية، تعثرت فيما قد يكون استثناء مثيرا للاهتمام: يبدو أن الوعي يلعب دورا في السلوك «عندما نفكر في سر الوعي ونتحدث عنه». فعندما أتأمل في «معنى» أن أكون شيئا، فمن المفترض أن تجربة الوعي هذه تؤثر على المعالجة التي تحدث في دماغي لاحقا. وكل شيء تقريبا أفكر فيه أو أقوله عندما أتفكر في الوعي لن يكون له أي معنى إذا صدر عن نظام بدون وعي. كيف يمكن لروبوت فاقد الوعي (أو زومبي فلسفيا) أن يتفكر في تجربة واعية بنفسه دون أن تكون له تجربة واعية أصلا؟ تخيل للحظة أن ديفيد تشالمرز نفسه زومبي، يفتقر تماما للتجربة الداخلية، ثم فكر في الأشياء التي يقولها في كتابه «العقل الواعي» عند شرح مفهوم الزومبي:
ونظرا إلى أن توءمي الزومبي يفتقر إلى التجارب الواعية، فهو في وضع معرفي مختلف تماما عني، وأحكامه تفتقر إلى المبررات اللازمة لها. ... إنني أعلم أنني واع، وهذه المعرفة تعتمد فقط على تجربتي المباشرة. ... ومن وجهة نظر المتكلم، أنا وتوءمي الزومبي مختلفان تماما: فأنا لدي تجارب واعية، وهو ليس لديه.
9
لست أدري كيف يمكن لأي نظام غير واع أن يكون لديه أي سبب لإنتاج هذه الأفكار من الأساس، فضلا عن الكيفية التي يستطيع بها نظام ذكي أن يفهمها. فدون أن يختبر توءم تشالمرز الزومبي تجربة الوعي، لا يكون ثمة ذلك الفارق الذي يشير إليه. إن تفسير تشالمرز لكيفية استمرار تصور الزومبي من الناحية النظرية هو أنه من الممكن دمج لغة الوعي ومفاهيمه في برنامج الزومبي. فيمكن بالتأكيد برمجة الروبوت لوصف عمليات محددة مثل «رؤية اللون الأصفر» عند اكتشاف بعض الأطوال الموجية للضوء، أو حتى التحدث عن «الشعور بالغضب» في ظل ظروف محددة، دون أن يرى أي شيء أو يشعر بأي شيء فعليا. ولكن يبدو أنه من المستحيل على أي نظام أن يميز بين التجربة الواعية واللاواعية بشكل عام دون أن يكون لديه تجربة واعية فعلية كنقطة مرجعية. عندما أتحدث عن لغز الوعي - مشيرا إلى شيء يمكنني تمييزه والتعجب بشأنه ونسبه (أو عدم نسبه) إلى كيانات أخرى - يبدو من المستبعد كثيرا أن أتمكن من فعل ذلك - فضلا عن تكريس الكثير من الوقت لذلك - دون شعور بالتجربة التي أتكلم عنها (لأن التجربة النوعية هي الموضوع برمته، ودونها لا يمكنني معرفة أي شيء عنها على الإطلاق). وعندما أقلب هذه الأفكار في ذهني، فإن حقيقة أن أفكاري تدور «حول تجربة الوعي» تشير إلى أن ثمة حلقة تغذية مرتدة من نوع ما، وأن الوعي يؤثر على معالجة دماغي. ففي نهاية المطاف، لا يمكن لدماغي التفكير في الوعي إلا بعد عيش تجربة الوعي (كما يمكن أن يفترض المرء).
Bilinmeyen sayfa