لم يشهد رباح ولم تشهد حمامة ولم يشهد خلف انحسار الليل المظلم، وإسفار الصبح المشرق، وإنما رأى بلال إسفار الصبح فامتلأ قلبه به نورا، ورأى أمية إسفار الصبح؛ فامتلأ قلبه به ظلمة.
وآل
148
أمر بلال إلى أن أصبح من أحب الناس إلى النبي وآثرهم عنده، وآل أمر أمية إلى أن أصبح من أبغض الناس إلى النبي حتى قتل يوم بدر، وأورث بغضه وعداءه للنبي أخاه أبيا؛ ذلك الذي هم أن يقتل النبي يوم أحد، ولكن النبي يمسه برمحه فيفتح له باب الموت.
ويقبل أمية ذات يوم ليشهد ما كان أبو جهل يصب على آل ياسر من العذاب، فيقف ثم ينظر ثم يرى ثم يهز رأسه ثم يقول لأبي جهل: إذا كان الغد فأقبل على دار جمح لترى كيف نعذب الصابئين من مستضعفينا، وكيف نعذب زعيمهم بلالا؟!
10
شد ما تعنفون الصبي وتشتطون عليه!
149
ما رأيت كاليوم رجالا قساة القلوب، جفاة الطباع، غلاظ الأكباد! ...
قالت ذلك أم أنمار، ثم ألقت بنفسها بين أولئك الرهط
Bilinmeyen sayfa