قال ياسر: وما تريد إلى ذاك؟
قال عمرو بن هشام، وقد ظهر الغضب في وجهه وفي صوته جميعا: أريد أن أعرف من هو معنا ومن هو علينا؛ فقد آن لكل من أقام بمكة أن يصرح عن ذات نفسه، وأن يبدي دخيلة ضميره، ولقد عفونا لأحلافنا عن كثير، ولكنا لن نعفو لهم منذ الآن عن شيء.
قال ياسر: أمسك عليك نفسك أبا الحكم! فإنك لم تر مني ولم ير قومك مني سوءا منذ حالفت عمك أبا حذيفة على أن أكون سلما لمن سالمتم وحربا على من حاربتم، وإني لأسمع الآن منك حديثا لم أسمع مثله منذ أويت
59
إلى حرمكم هذا.
قال عمرو بن هشام، وقد اندفع في ضحك يصور الغيظ أكثر مما يصور الرضا: فأنت حرب على ابنك عمار إذن منذ اليوم؟!
قال ياسر: أبن أبا الحكم؛ فإني لا أفهم عنك منذ اليوم شيئا.
قال عمرو بن هشام: ألم تعلم أن ابنك قد صبأ
60
أمس وآمن لمحمد وأصحابه؟! هنالك صعق ياسر، فانعقد لسانه واصفر وجهه، وجعل جبينه يتفصد
Bilinmeyen sayfa