عيون المسائل والجوابات
عيون المسائل والجوابات
Türler
============================================================
متالابت اللي (103/: السلامة واستحقاق المدح والثواب يغلب التعريض للشر/ والأمر به، فجعله حسنا جميلا. وهذا ما لا يقول به أحد، وفيه كفاية لمن أنصف.
فإن قال: ومن سلم لكم أن الأمر بالصلاح والخير وبما يؤدي إلى العاقبة المحمودة والنعيم المقيم تعرض للخير والإحسان إذا كان الآمر قد علم بأن المأمور لا يطيع وأنه يعصي فيعطب؟
قلنا: إنما يبطل أن يكون هذا تعريضا للخير إذا علم أن مقتطعا يقتطعه عما أمر به، فيعطب من أجل ذلك، وأنه لا يقدر، أو أنه له في ذلك عذرا. فأما إذا كان الله قد أزاح علله، وأقدره وحذره، وأنذره، وكان يعلم أنه لا يؤتى إلا من نفسه، وأنه لوشاء لم يؤت، فهل يكون التعريض للخير إلا هذا؟
وبعذ؛ فلو كان(1) الأمر بالخير، والتمكين منه، والدعاء إليه والتبشير، والإعذار والإنذار لا يكون تعريضا للخير إلا إذا علم أن المأمور يقبل؛ لكان الأمر بالفساد والشر والدعاء إليه والحث عليه لا يكون تعريضا للمكروه والعطب، وإساءة وضررا، إلا إذا علم أن المأمور يقبل أمره، فيعطب. فلما كان هذا عند جميع أهل العقل إساءة وضررا وتعريضا للمكروه علم الآمر أن المأمور يقبل منه، فيعطب أو لا يعطب، كان الأول تعريضا للخير، وإحسانا، علم الآمر أن المأمور يطيع، أو علم أنه يعصي.
وإن اقتحم بعض جهالهم فقال: لست أزعم أن أمرا بالفساد والشر وبما يؤدي إلى العطب إذا علم أن المأمور لا ينتهي إلى أمره، بل يحسن ويصلخ، فيقع موقعا حسنا ويصير إلى خير، وأنه إذا لم يأمؤه بالشر والفساد، ولم يصل (1) في الأصل: كا.
Sayfa 648