İnsanlar Arasındaki Eşitsizliğin Kaynağı
أصل التفاوت بين الناس
Türler
1
لا يلاحظ بأنظاره المتهجة نحو الأرض، والمقصورة على أفق بضع خطوات، طبيعة أفكاره وحدودها معا، ولا أستطيع أن أكون حول هذا الموضوع غير افتراضات مبهمة، خيالية تقريبا، ولم يتفق لعلم التشريح المقارن غير تقدم قليل، ولا تزال ملاحظات الطبيعيين غير ثابتة، فلا يمكن أن تقام على مثل هذه الأسسس قاعدة استدلال متين، وهكذا، ومن غير رجوع إلى المعارف الخارقة للطبيعة التي هي لدينا حول هذه النقطة، ومن غير نظر إلى التحولات التي لا بد من حدوثها في تكوين الإنسان داخلا وخارجا ما طبق أعضاءه على منافع جديدة، وتغذى بأطعمة جديدة، أفترض هذا التكوين في كل زمن كما هو عليه اليوم، وذلك أنه سار في كل وقت على رجلين واستعمل يديه كما نصنع بأرجلنا وأيدينا، وأنه وجه أنظاره إلى جميع الطبيعة وقاس السماء الواسعة بعينيه.
وإذا ما جرد هذا الكائن الذي كون هكذا من جميع المواهب الخارقة للعادة التي استطاع نيلها، ومن جميع الخصائص المصنوعة التي لم يقدر على اكتسابها إلا بنشوء طويل. والخلاصة أنه إذا ما نظر إليه كما وجب أن يكون حين خروجه من أيدي الطيعة، رأيت حيوانا أقل قوة من بعضهم وأقل نشاطا من الآخرين، ولكن مع كونه أحسن من الجميع نظاما إذا ما نظر إليه من كل وجه، فأراه يشبع تحت بلوطة، ويرتوي من أول جدول، ويجد فراشه تحت ذات الشجرة التي أمدته بطعامه، وهكذا تكون حاجاته قد قضيت.
وفي كل خطوة تقدم الأرض المتروكة لخصبها الطبيعي،
2
والمستورة بغايات واسعة لم تقطعها القدوم قط، مستودعات وملاجئ للحيوانات من كل نوع، ويلاحظ الناس المفرقون بينها صنعها ويقتبسونه، ويبلغون حتى غريزة الحيوانات، وذلك مع النفع القائل بأنه إذا لم يكن لكل نوع غير غريزته الخاصة، وبأنه إذا لم يكن للإنسان غريزة خاصة على ما يحتمل، فإن الإنسان يختص بالغرائز كلها، فيغتذى على السواء بمعظم الأغذية
3
التي تقتسمها الحيوانات الأخرى، ويجد قوته بأسهل ما يستطيعه أي واحد منها.
وإذا تعود الناس منذ صباهم عدم اعتدال الفصول وشدتها، وإذا تمرنوا على التعب واضطروا إلى الدفاع عن حياتهم وصيدهم عراة عزلا، وذلك ضد الضواري والكواسر أو فرارا من غارتها، فإنهم يكتسبون جبلة قوية، ثابتة تقريبا، فيجلب الأولاد إلى العالم بنية آبائهم الرائعة ويقوونها بذات التمرينات التي أدت إليها، وهكذا ينالون كل ما يستطيعه النوع البشري من متانة، وهكذا تعاملهم الطبيعة كما كان قانون إسبارطة يعامل أولاد المواطنين، فتجعل من هم حسنو البنية أقوياء أشداء، وتهلك جميع الآخرين، وهي في ذلك على خلاف مجتمعاتنا التي تجعل الدولة فيها الأولاد عبئا على الآباء، فتقتلهم قبل ولادتهم بلا تمييز.
وبما أن بدن الإنسان الوحشي هو الآلة الوحيدة التي يعرفها، فإنه يستعمله لأغراض مختلفة تعجز عنها أغراضنا لعدم الممارسة، وصناعتنا هي التي تحرمنا البأس والنشاط اللذين تكره الضرورة الإنسان على اكتسابهما، ولو كانت لديه فأس، فهل كان زنده قطع غصونا قوية جدا؟ ولو كان لديه مقلاع، فهل كان يرمي بيده حجرا بشدة بالغة؟ ولو كانت عنده سلم، فهل كان ينمل (صعد) في شجرة بمثل تلك الخفة؟ ولو كان عنده حصان، فهل كان يركض بمثل تلك السرعة؟ دعوا للإنسان المتمدن من الوقت ما يجمع فيه جميع هذه الآلات حوله، فإنه يقهر الرجل الوحشي بسهولة لا ريب، ولكنكم إذا ما أردتم أن تروا برازا، أكثر تفاوتا فاجعلوهما يتقابلان عاريين أعزلين، فهنالك لا تلبثون أن تعرفوا فائدة تصرف الإنسان في جميع قواه بلا انقطاع، وفائدة استعداده لكل حادث على الدوام، أي كافيا نفسه نحو واحد في كل حين.
Bilinmeyen sayfa