El-Usul el-Muhazzebiyye
الأصول المهذبية
Türler
باب في المعاد
يجب إعادة المكلفين لينالوا ما يجب إنالتهم إياه من ثواب وعقاب لأن الثواب حقهم والعقاب واجب عليه سبحانه والإعادة ترجع إلى جملة الحي وهو سبحانه عالم بالأجزاء تفصيلا وعالم بالمستحق تفصيلا فهو قادر ولا
يتعذر عليه من حيث القدرة ولا من حيث العلم فيجب عليه إعادة جميع الجملة وليس تفرقها ولا تبددها مما يحيل جمعها ولا العلم بها لأن حكم المتفرق والمجتمع عليه سبحانه سواء لأنه سبحانه لا يشق عليه أمر ويجب إعادة الأحياء الغير مكلفين لينالوا ما استحقوه من الأعواض على آلامهم التي نالتهم في دار الدنيا لأن لا يحسن الإيلام إلا لمنافع زائدة فيجب إعادة جميع الأحياء لأن لا حي في الدنيا يبرأ من استحقاق عوض والله سبحانه يحرس جملة كل حي من أن تشارك جملة الحي الآخر في الأعضاء الأصلية حتى لا يستحق استحقاقين مختلفين فهو يصرفها على هذا التصريف.
باب في الحساب
تجب محاسبة المكلفين ليعلموا العدل عليهم ولأن في العلم بذلك الآن صارف عن المعصية لأن العلم بثبوت موقف الحساب والخجل فيه يبعد من المعاصي، فهو لطف، ولا يكون العلم بذلك إلا تبعا لثبوته، فيجب ثبوته ومن
زادت حسناته عن سيئاته استحق [من] الثواب مقدار الزائد دائما ومن زادت سيئاته عن حسناته كانت الحال كذلك في استحقاقه على الزائد دائما بحسبه.
باب في تكليفه أولي الأمر
أولو الأمر يجب عليهم من أمر الرعية ما تقلدوه فيجب عليهم النظر لهم أولا في دفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وعمل الفكر في التحيل لذلك ولا يجوز أن يتشاغل عن ذلك بلذة ولا بأمر لأن الانهماك في اللذات يفسد نظره في ذلك، فلا يجوز منه الاشتغال بالخمر ولا بالنسوة ولا بالفرجة ويجب عليه إقامة الحدود بمقدار لا أن يجحف فيها زائدا عما يكفي في الأدب ولا أن ينقص عما يقصد في الأدب، ويكشف سرائر الأمور بنفسه وبأعوانه الثقات ونوابه الأمناء ويكون نظره واهتمامه في ما عم نفعه أكثر مما يقل نفعه، وكذلك فيدفع الضرر عنهم، ولعلم أنه مسؤول عن كل ضرر يتوجه على رعيته من مضار دينهم ودنياهم
وعن كل تقصير في منافعهم فيلزمه الكشف عن تقصيرهم في أمور الدين أولا وبعد ذلك عن مضار دنياهم فما كان من فعله فعله وما كان من فعل غيره أخذه بعمله، فيلزمه إقامة الحدود وأن لا يني في ذلك فيحتاج من الحدود إلى ما يعظم مما كان القليل منه في وقته يجزئ عنه قد امتثلت ما رسمته حضرته حرسها الله وأوضحت ما يجب إيضاحه مما يتعلق بالتكليف بأقرب طريق وأوثق تحقيق والله ينفعها بذلك ويوفقها لما يرضيه ويزلف لديه وتفوز معه بثواب دار الآخرة ومنفعة الآجلة بلطفه
Bilinmeyen sayfa