Usul Masail Al-Aqidah 'Inda Al-Salaf Wa 'Inda Al-Mubtadi'ah
أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
Yayıncı
*
Baskı Numarası
١٤٢٠هـ
Yayın Yılı
١٤٢١هـ
Türler
يعبدونه، كما يدعي النصارى شيئًا من ذلك للمسيح ﵇ بقولهم: "إن الأب خلق السموات والأرض بواسطة الابن الذي عندهم هو المسيح". فهذه دعوى يدعيها النصارى بدون أن يكون المسيح ﵇ ادعاها لنفسه، ولا وردت على لسانه ﵇.
فبان بذلك كله أن رب العالمين وخالق السموات والأرض والكون كله هو الله ﷿، ولا معارض له في هذا، ولا حتى بالباطل من بني آدم. فإقامة الحجة على أن الخالق واحد لا ثاني له هو إقامة للحجة والدليل في شيء غير مختلف فيه ولا معارض فيه.
كما أن الآية التي زعموا أنها شاهد لدليل التمانع الذي ذكروه ليست صريحة فيما قالوا، لأن الآية في نفي الألوهية عن غير الله ﷿.
ومعنى الآية كما ذكر ابن جرير ﵀: لو كان في السموات والأرض آلهة تعبد مع الله حقيقة لفسدت السموات والأرض، وعدم فسادهما واتساق خلقهما ونظامهما دليل على أنه لا يوجد فيهما معبود بحق إلا هو ﷾.١
ويوضح معناها قول الله ﷿: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون٩١]
وذلك يعني أنه لو كان يوجد آلهة مع الله لكان لكل إله خلق وعبيد، ولذهب كل إله معبود بعبيده وخلقه، ولاجتهد كل معبود أن يعلو على غيره، ولما لم يحصل شيء من ذلك دل ذلك على أنه لا يوجد آلهة مع الله ﷿.٢
ولو كان ما استدل به المتكلمون متفقًا مع الآية لوجب أن تكون الآية واردة في نفي الربوبية، وذلك بأن يقول: "لو كان فيهما أرباب". ولما لم يقل الله تعالى ذلك،
١ انظر تفسير ابن جرير الطبري ١٧/١٣ حيث نص على أن المنفي في الآية ألوهية غير الله عزو جل. ٢ انظر تفسير ابن كثير ٣/١٦٧.
1 / 113