Usul Fi Nahiv
الأصول في النحو
Soruşturmacı
عبد الحسين الفتلي
Yayıncı
مؤسسة الرسالة
Yayın Yeri
لبنان - بيروت
استفهام، فحرف التأكيد كذلك لا يجوز أن يدخل حرف تأكيد على حرف مثله، لا يجوز أن تقول: إن إنكَ منطلق يسرني/ ٢٧٣ تريد: إن انطلاقَك يسرني. فإن فصلتَ بينها فقلت: إن عندي أنك منطلق جاز. قال الله ﷿: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾ ١، فإنَّ هي التي فتحت أن وموضع أن في قوله: ﴿وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا﴾، وما علمت فيه نصب بأن الأولى كما تقول: إن في الدار لزيدًا، فحسن إذا فرقت بين التأكيدين. ومن قرأ: ﴿وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ﴾، وجعلهُ مستأنفًا، كقولكَ: إن في الدارِ زيدًا وعمرو منطلق، لأن الكلام إذا تم فلك أن تستأنف ما بعده، فإن قال قائل: من أين قلت في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُم﴾ ٢ أن الفعل المضارع وقع موقع "حاكم"، ولم تقل إن الموضع للفعل وإنما وقع الاسم موقعه بمضارعته له؟ قيل له: لو كان حق اللام أن تدخل على الفعل وما ضارع الفعل لكان دخولها على الماضي/ ٢٧٤ أولى، لأنه فعل كما أن المضارع فعل. ومع ذلك إنها قد تدخل على الاسم
١ طه: ١١٨-١١٩. في سيبويه ١/ ٤٦٣، وتقول: إن لك هذا على وأنك لا تؤذي، كأنك قلت: وإن لك ألا تؤذي، وإن شئت ابتدأت ولم تحمل الكلام على أن لك، وقد قرئ هذا الحرف على وجهين، قال بعضهم: وإنك لا تظمأ فيها، وقال بعضهم: "وأنك" القراءتان: فتح همزة أنك وكسرها سبعيتان.
الفتح بالعطف على ألا تجوع والكسر بالعطف على جملة أن الأولى أو على الاستنئاف.
انظر: النشر ٢/ ٣٢٢، الإتحاف ٣٠٨. الكاشف ٢/ ٤٤٤. البحر المحيط ٦/ ٢٨٤.
٢ النحل: ١٢٤.
1 / 243