ونعود إلى عيد الفصح المسيحي مرة أخرى لتناول فكرتين مهمتين:
إن «المسيح» كان لقبه الراعي، وأنه كان يعد ملكا وإلها وأبا للمؤمنين في الوقت نفسه.
إن موته كان فداء للبشر.
وأطرح هنا تفسير «سيجموند فرويد» لمسألة التضحية (بالحيوان، بالإنسان، بالملك، بالإله على حد سواء)، فيقول اعتمادا على «داروين»، و«أتكسون»، و«روبرتسون سميث»:
إن البشر قد عاشوا في أول عصورهم على هيئة عشائر صغيرة، وإن كل عشيرة رزحت تحت نير سلطة طاغية لأب ذكر، «وبناء على مذهبنا، سينطبق كلام «فرويد» هنا على المجتمع الرعوي البدائي فقط، رغم أنه لم يقل ذلك». وإن هذا الأب القاسي المرعب، كان أنانيا فظا غليظ القلب، يقتل أبناءه لأتفه سبب، إنه كان يرضى خصي الابن أو يقطع ذكره من أصوله إذا أثار غيرته، واقترب من الإناث اللاتي كن حريما له، وحريمه إما أمه أو إخوته أو بناته. وذات يوم تضافر الأبناء المقهورون، وأعلنوا تمردهم وعصيانهم على ملكهم وأبيهم، فقتلوه وافترسوه معا.
ثم حلت عشيرة الإخوة محل الأب، ونتيجة الشعور بالذنب، صرفوا النظر عن نسائه، وأقاموا نظام الزواج الخارجي، فنشأ التابو أو التحريم، ونظمت الأسرة أوضاعها تبعا لقواعد أمومية جديدة، «وهذه النقطة سبق أن رفضناها من خلال نظريتنا».
ثم اختار الأبناء المتمردون حيوانا ليكون طوطما للأب المقتول (ولاحظ أن الكلمة أو طوطيمان تعني: هو من قرابتي)، واعتبروه السلف الأول والروح الحامية، وحظر مسه أو قتله إلا في اجتماع كامل لمأدبة يأكلونه فيها جماعة.
61
وهنا اقتراح أن يكون هذا الطوطم خروفا أو تيسا، باعتبارهما من حيوانات الراعي. لكن الاعتراض البدهي قد يقول: كيف ذلك بينما الخروف أو التيس كان يؤكل في أي وقت كان، وهنا أبرز رؤيتي بنقطتين:
الأولى:
Bilinmeyen sayfa