68
وهذا فهم يؤدي بالضبط إلى ما افترضناه - أو زعمنا - مسبقا، وهو أن «اللات والعزى ومناة» كلها كانت رموزا لكوكب الزهرة وحده دون غيره.
ولعل آخر ما بين أيدينا من أدلة ندعم بها ما ذهبنا إليه، هو ما جاء في زعم جاهلي يقول: «إن بنات الله الثلاث مناة واللات وعزى هن إلهات القمر.»
69
فالعرب في الجاهلية اعتقدوا أنهن بنات الله، وأنهن إلهات القمر، ولو عدنا للأساطير الرافدية سنجد «إينانا» أو «عشتار» أو الزهرة ابنة القمر.
70
إضافة إلى ما ذكره «أمير علي» في حديثه عن بنات الله: «إن عبادة هذه الأصنام كانت بالدرجة الأولى تمثيلا للقوى المولدة في الطبيعة، وهي تشبه في مميزاتها ديانة الساميين القدماء والفينيقيين والبابليين.»
71
ولا يفوتنا الإشارة إلى أن الزهرة بصفتها إلها ذكرا محاربا «نجم الصباح» قد عبرت الجزيرة إلى جنوبها لتعبد هناك باسم «عثتر»
72 - لاحظ اشتقاق الاسم من عشتار - ومن هنا انتقلت إلى بلاد الحبش باسم «عستر» الذي صار هناك بالتدرج إلها للسماء، ويقول «موسكاتي» إنه: «... إلى جانب عستر كان هناك الإله «مدر» إله أمنا الأرض ... ويلحق بها أيضا «بحير» الذي يعده بعض العلماء إله البحر.»
Bilinmeyen sayfa