Ormanın Aslanı
أسد الغابة
Araştırmacı
محمد إبراهيم البنا - محمد أحمد عاشور - محمود عبد الوهاب فايد
Yayıncı
دار الفكر
Yayın Yeri
بيروت (وقد صَوّرتها عن طبعة الشعب لكنهم قاموا بتقليص عدد المجلدات وإعادة ترقيم الصفحات!!)
يَا مَالِكَ النَّاِس وَدَيَّانَ الْعَرَبِ ... إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنَ الذَّرَبِ [١]
غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبٍ ... فَخَلَفَتْنِي فِي نِزَاعٍ وَهَرَبْ
أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَتْ بِالذَّنَبْ ... وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٌ لِمَنْ غَلِبَ [٢]
قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ:
وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلِبَ.
وَسَبَبُ هَذِه الأَبْيَاتِ أَنَّ الأَعْشَى كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مُعَاذَةُ، فَخَرَجَ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجْرٍ، فَهَرَبَتْ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ نَهْصَلٍ فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الأَعْشَى لَمْ يَجِدْهَا فِي بَيْتِهِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ:
يَا ابْنَ عَمِّ، عِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، فَقَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَسَارَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَعَاذَ بِهِ، وَقَالَ الأَبْيَاتَ، وَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَمَا صَنَعَتْ، وَأَنَّهَا عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ نَهْصَلٍ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى مُطَرِّفٍ: انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةَ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ ﷺ فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذَةَ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ ﷺ فِيكِ، وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: خُذْ لِي الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، وَذِمَّةَ النَّبِيِّ ﷺ أَنْ لا يُعَاقِبَنِي فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ، وَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلا قِدَمُ الْعَهْدِ
وَلا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَلَّهَا ... غُوَاةُ رِجَالٍ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ هَاهُنَا، وأخرجوه في عَبْد اللَّهِ بْن الأعور، إلا أن أبا عمر قال: الحرمازي المازني، وليس في نسب الحرماز إِلَى تميم مازن، فإنه قد ذكر هو وابن منده وَأَبُو نعيم: مازن بْن عمرو بْن تميم، فإذن يكون الحرماز بطنا من مازن، وَإِنما هو ابن مالك بْن عمرو بْن تميم وقيل: الحرماز بْن الحارث بْن عمرو بْن تميم، وهم إخوة مازن ابن مالك بْن عمرو بْن تميم، وقد جرت عادتهم ينسبون أولاد البطن القليل إِلَى أخيه إذا كان مشهورًا، مثل أولاد نعيلة بْن مليل أخي غفار بْن مليل يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بْن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وَإِنما هو من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها، ومثل بني مالك بْن أفصى أخي أسلم بْن أفصى، ينسب كثير من ولده إِلَى أسلم لشهرة أسلم، عَلَى أن أبا عمر يعلم ما لم يعلم، فإن الرجل عالم بالنسب، والله أعلم.
١٩٧- الأعور بن بشامة العنبري
(س) الأعور بْن بشامة العنبري، قال أَبُو موسى: ذكره عبدان بْن مُحَمَّد، وقال:
حدثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مرزوق البصري، أَخْبَرَنَا سالم بْن عدي بْن سَعِيد بْن جاءوه بن شعثم عن بكر ابن مرداس عَنِ الأعور بْن بشامة، ووردان بْن مخرمة [٣] وربيعة [٤] بْن رفيع العنبريين [أَنَّهُمْ] أَتَوُا النَّبِيَّ ﷺ
[١] الذرب: حدة في اللسان. [٢] في النهاية، وقد ذكر البيت: أراد منعته بضعها، من لطت الناقة بذنبها، إذا سدت فرجها به إذا أرادها الفحل، وقيل أراد توارت وأخفت شخصها عنه، كما تخفى الناقة فرجها بذنبها. [٣] هو وردان بن مخرم بن مخرمة. [٤] في الأصل: ورويفع، وستأتي ترجمة ربيعة.
1 / 123