فماذا كانت نتيجة هذه التربية الرهبانية في المملكة؟
إنكم تستغربون ولا شك إذا علمتم أن قائدا من قواد السلطنة رفع الحصار عن مدينة كان يحصرها في مقابلة أثر ديني أعطوه إياه.
20
ولا ريب أنكم تدهشون أيضا إذا أخبرتكم أن أحد قواد الإمبراطور موريس لما كان يوما على وشك الدخول في قتال مع عدو له قبل المعركة أخذ يبكي حزنا على الدم الذي سيسفك فيها
21
ولست أجهل أن دموع القائد جميلة للغاية؛ لحبه الخير والسلام وكراهته للآثام، ولكن ما الحيلة؟ إن هذه العواطف لا تستحسن إلا في الأديرة والمجالس الأدبية؛ لأنه يجب على الجندي المدافع عن وطنه أن يحسن وظيفته، أي يجب أن يحسن أن يكون شديدا قاسيا غليظ القلب والحسام، وبدون ذلك لا تثبت المملكة إذا كان أمامها أعداء أقوياء.
ونهاية العجب والاستغراب أن إمبراطورا
22
أهمل قواه البحرية؛ لأنهم أخبروه أن الله راض عنه كل الرضى لغيرته على الكنيسة، ولذلك فهو لا يسمح لأحد بمهاجمة مملكته، وهذا الإمبراطور نفسه كان يقول: إنه يخشى أن يناقشه الله الحساب عن الزمن الذي يصرفه في تدبير سلطنته؛ إذ يجب عليه صرف جميع أوقاته في الاهتمام بالشئون الروحية.
23
Bilinmeyen sayfa