146

Unveiling the Truth and Righteousness regarding the Ruling of Hijab

إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب

Yayıncı

مطبعة سفير

Yayın Yeri

الرياض

Türler

إليهن بالكلية، ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن، فلا ينظر إليهن، ولا يسألهن حاجة إلا من وراء حجاب. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن مسعر، عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، عن عائشة ﵀ قالت: كنت آكل مع النبي ﷺ حيسًا في قَعْبٍ (١)، فمر عمر فدعاه فأكل، فأصابت إصبعه إصبعي، فقال حسّ (٢) - أو أوه- لو أُطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزل الحجاب» (٣). وقد جمع الحافظ ﵀ بين هذه الروايا فقال: «... وطَرِيق الجَمع بَينها أَنَّ أَسباب نُزُول الحِجاب تَعَدَّدَت، وكانَت قِصَّة زَينَب آخِرها لِلنَّصِّ عَلَى قِصَّتها فِي الآيَة» (٤). وقال الحافظ بعد ذكر حديث عائشة ﵀ آنف الذكر الذي أصابت أصبعه أصبعها فيه: «ويُمكِن الجَمع بِأَنَّ ذَلِكَ وقَعَ قَبلَ قِصَّة زَينَب، فَلِقُربِهِ مِنها أَطلَقت نُزُول الحِجاب بِهَذا السَّبَب، ولا مانِع مِن تَعَدُّد الأَسباب» (٥).

(١) القعب: القدح الضخم. (٢) حس: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضّه وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما. انظر: النهاية في غريب الحديث، ١/ ٣٨٥. (٣) تفسير القرآن العظيم، ١١/ ٢٠٧. (٤) فتح الباري، لابن حجر، ١/ ٢٤٩. (٥) فتح الباري، لابن حجر، ٨/ ٥٣١.

1 / 153