خصيتا الأسد، إذا ملحت ببورق أبيض ومصصكا وتركتا حتى تنشفا في الظل ثم تسحق وتلين بدهن زنبق نفع جميع أوجاع المعدة والمغص والقولنج والرباح والبواسير والزحير ووجع الأرحام، ويشرب ذلك على الريق بماء حار.
خصيته اليمنى: إذا صيرت في ثياب بعد تجفيفها لم يقربها سوس.
والافتراش بجلد الأسد والجلوس عليه ينفع البواسير.
دمه ودماغه: إذا خلطا مع دهن زنبق عتيق وقطر منه في الأذن التي تقلت حتى لا يسمع بها شيء، فإن السمع ينفتح ويسمع بها كما كانت بإذن الله تعالى.
ومن الحيل في هروب الأسد أن الإنسان إذا قرب إليه فليخرج ذكره إليه ليراه فيهرب. هذا ما قاله أهل التجربة، وقالوا: إنه يهرب من صوت النفير، وكذلك يهرب من صوت الجرو أعني جرو الكلبة، وقيل: إنه يفر من صوت الديك، وقيل: إنه ينفر من رؤية المرأة إذا تعرت واستلقت، وهذا فلا يمكن فعله لما فيه من المخاطرة، وأما إسماعه صوت البوق خصوصًا إذا كانوا جملة فممكن فعله وهو متوجه، والذي يغلب على ظني أن هذا صحيح والله أعلم.
وأقول: والله أعلم: إن رؤية النفط وسماع الصواريخ مثل المدفع تنفره جدًا، هذا يشهد به العقل.
وفي الخواص، من أراد أن تدين له السباع وتذل له ويركبها فإنه يلتطخ بشحم نمر.
باب في صيد الفيل
وأما الحيلة في صيد الفيل وقتله فليستصحب الرجل معه هرًا، فإذا قرب منه افرك أذن الهر فإذا سمع صوته ولّى.
ويقال إنه يفر من صوت الخنوص وهو فرخ الخنزير، ويؤذيه البق والجراد.
وأما الحيلة في قتله بآلة الحديد فليبادر إلى مسك ذنبه ويتسور على ظهره كما تفعل العرب في الجمال، فإذا تسور على ظهره أمكنه قتله، بأن يكون معه عصا فيها محدد على هيئة الجوكان سواء ويبقر بطنه، وأنه إذا مد زلومته أمكنه ضربها بالسيف فإذا قطع من طرفها شيئًا فقلّ أن يعيش لورمها من الجراحة، وإن كان معه هيئة منقار حاد فسوف ينقب رأسه، وليكن معه فرخ هرة يعرك أذنها فإنه يتهيب ذلك الصوت منها إذا نوت، وهكذا مذكور في الخواص.
وإذا سمع صوت خنوص ارتاع ونفر.
حدثني العبد الصالح ناصر الدين محمد الفقيه أحد الأجناد الشهير بابن سلار أن والده حدثه عن ثقة أن في البلاد التي توجد فيها الفيلة أناس يقتلون الفيلة ومعهم سكاكين عراض طوال، يمسك أحدهم ذنب الفيل بحيلة، فإذا أمسك ذنبه مسكه بقوة ويبعج الفيل بتلك السكين في خاصرته. وكلما دار الفيل دار الرجل معه حتى يتصفى دمه والذي تخيله الفقير أولًا هو أولى وأقرب لقتله، بل أقول: ينبغي لراكب الفيل أن يكون معه نوار عريض أو شنبرى طويل جدًا ليضعه على مكان جلوس الراكب وفيه هيئة الراكب من النوار ليستمسك الراكب إن شاء الله تعالى.
وأما خواصه، فنشارة ناب الفيل إذا علق على الأبقار في أيام وبائهم نفعهم بإذن الله تعالى.
وإذا بخر بعظم الفيل الكرم والزرع والشجر لم يقرب ذلك المكان دود.
بوله: إذا رش به بيت هربت منه الفأر، وإذا شم الفيل رائحة السم امتنع من الطعام، ودخل عليه الغم.
زبله: إذا تحملته المرأة منعها من الحبل، وإذا شربت المرأة نشارة العاج ثلاثة أيام حملت إذا كانت عاقرًا بإذن الله.
باب
كيفية قتل النمر
1 / 16