249

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

Yayıncı

مكتبة الفلاح

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

Yayın Yeri

الكويت

Türler

والتدسية، كلّ ذلك خاص بمن حصل منه: ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (١).
وقوله: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ (٢)، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾ (٣).
واحتجوا بقوله ﷺ: "وإنما لكلِّ امْرىء مَا نَوى" فإن مفهوم هذه العبارة أنه لا يحصل على ما نوى غيره (٤)، والجنة يدخلها النّاس بأعمالهم: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (٥)، ويصلى الكفرة النار بأعمالهم: ﴿اصْلوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كنْتُم تكْفُرُونَ﴾ (٦).
وفي يوم القيامة لا يملك أحد لغيره شيئًا: ﴿لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًَا﴾ (٧).
وقد قرر هذه الحقيقة رسول الله ﷺ ببيان عام أعلنه على الملأ وعمّ وخصّ، فقد روى أبو هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ "قام حين أنزل الله عليه ﴿وَأَنْذرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبينَ﴾ (٨)، فقال: "يا معشر قريش، -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا.
يا صفية عمّة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئًا.

(١) سورة الإسراء / ١٥.
(٢) سورة فاطر / ١٨.
(٣) سورة العنكبوت /٦.
(٤) راجع فتح الباري (١/ ١٤)، العيني علي البخاري (١/ ٢٧)، دليل الفالحين (١/ ٥٠).
(٥) سورة الأعراف / ٤٣.
(٦) سورة يس / ٦٤.
(٧) سورة الأنفطار /١٩.
(٨) سورة الشعراء /٢١٤.

1 / 268