14

الرحلة إلى إفريقيا

الرحلة إلى إفريقيا

Araştırmacı

خالد بن عثمان السبت

Yayıncı

دار عطاءات العلم (الرياض)

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Yayın Yeri

دار ابن حزم (بيروت)

Türler

المعجزة ما لا تتطرقه الرِّيب ولا الشكوك، وإنَّما ارتاب فيه المرتابون لعمى بصائرهم، كما نص الله على ذلك في سورة الرعد: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩)﴾ [الرعد / ١٩]. فصرح بأن من لم يعلم أنَّه الحق إنَّما منعه من ذلك عماه، ومعلوم أن عدم رؤية الأعمى للشمس لا تقدح في كون الشَّمس لا ريب فيها. إذا لم يكن للمرء عين صحيحة ... فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر (١) ثم بعد أن بين أن هذا القرآن لا ريب فيه جعل جميع الأمة التي أنزل إليها هذا المحكم المنزَّل ثلاث طوائف. جميع الأمة التي أنزل إليها هذا المحكم المنزَّل الذي هو مفتاح الجنَّة ومفتاح النَّار، لا يدخل أحد الجنَّة إلَّا عن طريق العمل بهذا القرآن، ولا يدخل أحد النَّار إلَّا عن طريق الإعراض عنه، قال جل وعلا في المعرضين عنه: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ﴾ أي كائنًا ما كان ﴿فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (١٧)﴾ [هود / ١٧]. وقال جل وعلا فيمن أُورثوه وعملوا به: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠) وَالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَينَ يَدَيهِ إِنَّ

(١) البيت في نفح الطِّيب (١/ ٦٨)، وأورده الشَّيخ ﵀ في دفع إيهام الاضطراب ص ٧، وهو في العذب النمير عند تفسير الآية (١٢٨) من سورة الأنعام.

1 / 16