الوقت أنفاس لا تعود
الوقت أنفاس لا تعود
Yayıncı
دار القاسم
Türler
قالوا: إنا تفرغنا! !
قال .. أو بهذا أمر الفارغ، وتلا قوله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ (١)
وأكد ذلك الأمر الشيخ ابن عقيل حيث قال مفتيًا .. إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح. (٢)
وسأل الفضيل بن عياض رجلًا فقال له: كم أتت عليك؟ قال .. ستون سنة.
قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك، يوشك أن تبلغ فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون! !
فقال الفضيل: أتعرف تفسيره تقول – إنا لله وإنا إليه راجعون – فمن عرف أنه لله عبد، إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فليعدّ للسؤال جوابًا
فقال الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيرة .. قال ما هي؟
قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما
_________
(١) حلية الأولياء ٤/ ١٣٤.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٤٦.
1 / 24