مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله
مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
لرمضان عام ١٤٢٧هـ، وكنا نقول لها: الصيام يشقُّ عليك وأنتِ معذورة لا حرج عليك، فتقول: لا، الصيام سهل عليَّ، ولا تحرموني من قضاء الدين: تعني رحمها الله قضاء دين رمضان.
ويُرجى لها الخير، فقد كان آخر عمرها معمورًا بالعبادات، ومن أعظمها توفيق الله لها بدراسة القرآن، وحفظ ثمانية أجزاء، وأعمالها الصالحة، في آخر حياتها، غفر الله لها ورحمها.
وأسأل الله العظيم أن يجعل لها أوفر الحظِّ والنّصيب من قول النبي ﷺ: «إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله»، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: «يوفِّقَه لِعَمَلٍ صالحٍ قبل الموت» (١).
* العشرون: اشتدّ مرضُها، وأُدخلت المستشفى في الشهر الرابع: ربيع الثاني من عام ١٤٢٨هـ تقريبًا، وبقيت فيه، وكان بعض أولادها يلقّنها: لا إله إلا الله، فكانت تقولها ولله الحمد، وآخر ما فُهِم من كلامها قبل موتها: «لا إله إلا الله»، ثم أُغمي عليها بعد ذلك لمدة ثلاثة أيام تقريبًا، وفي يوم الجمعة بعد صلاة العصر في الساعة الخامسة وأربعين دقيقة (٥.٤٠)، وقبل صلاة المغرب بخمسين دقيقة الموافق ٢٧/ ٧/١٤٢٨هـ خرجت روحها عن ثلاث وثمانين سنة تقريبًا، رحمها الله تعالى وغفر لها، وأسكنها فسيح الجنّات في الفردوس الأعلى؛ إنه تعالى على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
_________
(١) رواه الترمذي، برقم ٣١٤٢، وصححه، والحاكم، ١/ ٣٤١، وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم ٥٢٨٨.
1 / 30