كشف شبهات الصوفية
كشف شبهات الصوفية
Yayıncı
مكتبة دار العلوم
Yayın Yeri
البحيرة (مصر)
Türler
تتحدث عن أمرٍ وقع في حياة الرسول ﵌ والآية نزلت في قوم تحاكموا، أو أرادوا التحاكم إلى غير الله ورسوله؛ كما يدلُّ على ذلك سياقها السابق واللاحق.
عاشرًا: الآية ليس فيها التوسل بذات الرسول ﵌ بل فيها (كما قال الحافظ ابن كثير): يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول ﵌ فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يستغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم»
فالآية دليل على التوسل بدعاء النبي ﵌،وهو حي، فهي حجة عليهم.
واستغفار النبي ﵌ للمذنبين ممكن حال حياته ﵌ أما بعد وفاته فغير ممكن؛ لأن حياته ﵌ في قبره حياة برزخية لا نعلم كيفيتها وهي تختلف عن حياتنا هذه. ولو كان المراد من هذه الآية الذهاب إلى النبي ﵌ وطلب الاستغفار منه بعد مماته لقال تعالى (ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم) بصيغة الاستقبال، ولكنه - قال: ﴿إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ﴾ بصيغة الماضي.
حادي عشر: لم يفهم الصحابة ﵃ من الآية ما فهمه الصوفية؛ فلم يثبت بسند صحيح - فيما نعلم - أن أحدًا من الصحابة ذهب إلى قبر الرسول ﵌ بعد وفاته، وطلب منه أن يستغفر له، أو طلب منه أن يدعوَ الله له أن يرزقه مثلًا، مع العلم أن الصحابة كانوا من أحرص الناس على الخير، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.
* والعجب من هؤلاء الصوفية أنهم لا يحتجون بالأحاديث الصحيحة في باب الاعتقاد، فكيف يتعلقون فيما يوافق أهواءهم بروايات المجهولين، الذين لا يعرفهم علماء الجرح والتعديل، الذين دونوا أسماء الثقات والضعفاء والمجهولين، وفاتَهم هؤلاء المجهولون الذين يتعلق برواياتهم أصحاب الأهواء.
ثم العجب - ثانيًا - أنهم يتعلقون بالمنامات، ويحتجون بها في الاعتقادات.
ثم العجب - ثالثًا - أنهم يتعلقون بما ينسب إلى الأعراب الأجلاف، ويعرضون عما ثبت عن أئمة الأسلاف من مثل ما روى عبد الرزاق عن معمر عن عبيد الله بن عمر،
1 / 79