كشف شبهات الصوفية

Shahata Saqr d. Unknown
10

كشف شبهات الصوفية

كشف شبهات الصوفية

Yayıncı

مكتبة دار العلوم

Yayın Yeri

البحيرة (مصر)

Türler

وهذا الحرص من الرسول ﵌ دليل على وجوب صون جناب توحيد الله ﵎ صونًا كاملًا، ووجوب التفريق التام بين ما يجب لله ﷿، وما يجب لرسوله ﵌. الدليل الثالث: أن عثمان بن مظعون ﵁، وكان من خيار الصحابة، لما توفي، وحضر عنده الرسول ﵌ سمع الصحابية الجليلة أم العلاء تقول: «شهادتي عليك أبا السائب أن الله قد أكرمك». فرد الرسول ﵌ قائلًا: «وما يدريك أن الله قد أكرمه؟» (وكان هذا تنبيهًا عظيمًا من الرسول ﵌ لهذه الصحابية بأنها قد حكمت بحكم غيبي، وهذا لا يجوز، لأنه لا يطلع على الغيب إلا الله ﷿)،ولكنها ردت قائلة: «سبحان الله يا رسول الله!! ومن يكرم الله إذا لم يكرمه؟» (أي إذا لم يكن عثمان بن مظعون ﵁ ممن يكرمهم الله فمن بقي منا حتى يكرمه الله ﷿؟ وهذا رد في غاية البلاغة والفهم. ولكن رسول الله ﵌ رد عليها بما هو أبلغ من ذلك حيث قال لها): «والله إني لرسول الله لا أدري ما يفعل بي غدًا» (وكان هذا نهاية الأمر وحسمه، وهنا وصلت أم العلاء إلى الحقيقة الشرعية العظيمة) فقالت: «والله لا أزكي بعده أحدًا أبدًا» (رواه البخاري). الدليل الرابع: أن رجلًا جاء إلى الرسول ﵌ فقال له: «ما شاء الله وشئت»، فقال له ﵌: «أجعلتني لله ندًا؟ قل ما شاء الله وحده» [(رواه أحمد والبخاري في (الأدب المفرد) وغيرهما، وأورده الألباني في (السلسلة الصحيحةرقم١٣٨)] الدليل الخامس: أن بعض الصحابة ﵃ مروا في أثناء خروجهم إلى هوازن بعد فتح مكة على شجرة، كان المشركون يعلقون عليها سيوفهم، ظانين أنه من فعل ذلك حالفه النصر في معاركه مع العدو، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط - أي شجرة ينوطون (أي يعلقون) بها أسلحتهم - فقال لهم الرسول ﵌: «قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَل لَّنَا إِلَهًَا كَمَا لَهُمْءَالِهَةٌ﴾». (رواه الترمذي وصححه الألباني)، فبين ﵌ أن هذا من عمل المشركين، وأن مشابهتهم في هذا شرك بالله ﵎، إذ طلب البركة والنصر من غير الله ﷿ شرك به تعالى. الدليل السادس: سدَّ رسول الله ﵌ باب العرافة والكهانة وادعاء علم الغيب، وأخبر ﵌ أن مدعي ذلك كافر، وأن من صدَّق عرافًا أو كاهنًا فقد كفر بما أنزل على

1 / 10