Umm Al-Qura University Journal 19-24
مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤
Türler
هذا خلاصة ما وقفت عليه مما صح ومما اعتمده كبار الأئمة، فأما غير هذا فلا ينبغي الاجتراء عليه (١) والله أعلم.
وفيما أخبر الله به عن نبيه داود ﵇ من إيتائه إصابة القضاء تنويه صريح بما أنعم الله عليه من هذا العلم، ومن ثَمَّ صدّقه بما ساقه جل وعز من نبأ الخصم، فلقد أبان عما كان يتمتع به ﵇ من حلم على الخصوم بعد ما تسوّروا المحراب، وقالوا له لا تُجر في الحكم، كما أفصح ذلكم النبأ عن مظهر من مظاهر العدل في قضاء داود ﵇، فقد حكم بينهما بالعدل، ثم حذرهما من الظلم منتهزًا فرص الهداية لئلا يفوت وعظ النفوس وتوجيهها وهي متهيئة للاستجابة فحثهما على أن يكونا من الصالحين، مع ما تضمنه ذلك من تسلية للمظلوم (٢) .
أما ما قاله بعض الناس إن داود ﵇ حكم في القضية قبل أن يستمع حجة الخصم الآخر، وأن هذه كانت خطيئته فإنه قول ضعيف لا يعوّل عليه، وذلك مما لا يجوز عند أحد ولا في ملة من الملل، فكيف بمن امتدحه الله بإصابة القضاء؟! (٣) .
_________
(١) انظر المصدر السابق ٢٢/١٤٦، النحاس: معاني القرآن ٦/١٠١، وإعراب القرآن ٣/٤٦١، الزمخشري: الكشاف ٣/٣٦٦، ابن عطية: المحرر ١٢/٤٣٩، القرطبي ١٥/١٧٥، محمد الطاهر: التحرير والتنوير ٢٣/٢٣٧.
(٢) انظر الزمخشري: الكشاف ٣/٣٧١، ابن عطية: المحرر ١٢/٤٤٦، محمد الطاهر: التحرير والتنوير ٢٣/٢٣٩.
(٣) انظر ابن عطية: المحرر ١٢/٤٤٦، ابن العربي: أحكام القرآن ٤/١٦٣٧، الآلوسي: روح المعاني ٢٣/١٨١.
1 / 16