133

[132_2]

شكرنا منقوصا ولا مدخولا، وأن يرزقنا من كل نعمة كفاءها من المعرفة بفضله فيها والعمل في أداء حقها، أنه ولي قدير.

وله في التعزية:

أما بعد فإن أمر الآخرة والدنيا بيد الله، هو يدبرهما ويقضي منهما ما يشاء، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، فإن الله خلق الخلق بقدرته، ثم كتب عليهم الموت بعد الحياة، لئلا يطمع أحد من خلقه في خلد الدنيا، ووقت لكل شيء ميقات أجل، لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون، فليس أحد من خلقه إلا وهو مستيقن بالموت، لا يرجو أن يخلصه من ذلك أحد، نسأل الله خير المنقلب. وبلغني وفاة فلان فكانت وفاته من المصائب العظام التي يحتسب ثوابها من ربنا الذي إليه منقلبنا ومعادنا، وعليه ثوابنا. فعليك بتقوى الله والصبر، وحسن الظن بالله، فإنه جعل لآهل الصبر صلوات من ورحمة، وجعلهم من المهتدين.

أما بعد أصلحنا الله وإياك صلاحا دائما يجمع لنا ولك وبه الفضيلة في العاجلة، والكرامة في الآجلة، فإني لا أعرف أمرا أعظم عند أهل منفعة من أمر ترك ذكره لفضله، ولا أعلم أمرا أحق بأن يستغني أهله بفضله عندهم عن ذكره فيما بينهم من أمر أرسخ الله بيننا وبينك أسبابه، وثبت حقوقه، وعظم حرمته، فأبقى الله لنا ولك ما أحرزه بيننا وبينك في الدنيا حتى نكون إخوانا في الآخرة حين تصير الخلة عداوة بين أهلها إلا صلة المتقين.

- -

Sayfa 132