Beyan Prensleri
أمراء البيان
Türler
[119_2]
ولا يستخف له رأيا ولا بدنا، وكان خارجا من سلطان الجهالة فلا يقدم إلا على ثقة أو منفعة، وكان أكثر دهره صامتا، فإذا قال بذ القائلين، وكان يرى متضعفا مستضعفا، فإذا جد الجد فهو الليث عاديا؛ وكان لا يدخل في دعوى، ولا يشرك في مراء، ولا يدلي بحجة، حتى يجد قاضيا فهما وشهودا عدولا، وكان لا يلوم أحدا على ما قد يكون العذر في مثله، حتى يعلم ما اعتذاره؛ وكان لا يشكو وجعا إلا إلى من يرجو عنده البرء، ولا يصحب إلا من يرجو عنده النصيحة، وكان لا يتبرم ولا يتسخط، ولا يتشهى ولا يتشكى، ولا ينتقم من العدو ولا يغفل عن الولي، ولا يخص نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه وحيلته وقوته، فعليك بهذه الأخلاق إن أطقت، ولن تطيق، ولكن أخذ القليل خير من ترك الجميع، وبالله التوفيق.
31 - من كليلة ودمنة: قال بيدبا إني وجدت الأمور التي اختص بها الإنسان من بين سائر الحيوان أربعة أشياء، وهي جماع ما في العالم، وهي الحكمة والعفة والعقل والعدل، والعالم والأدب والروية داخلة في باب الحكمة، والحلم والصبر والوقار داخلة في باب العقل، والحياء والكرم والصيانة والأنفة داخلة في باب العفة، والصدق والإحسان والمراقبة وحسن الخلق داخلة في باب العدل؛ وهذه هي المحاسن، وأضدادها هي المساوىء، فمتى كلمت هذه في واحد لم يخرجه النقص في نعمته إلى سوء الحظ من دنياه، ولا إلى نقص في عقباه، ولم يتأسف على ما لم يعن التوفيق ببقائه، ولم يحزنه ما تجري به المقادير في ملكه، ولم يدهش عند مكروه، فالحكمة كنز لا يفني على الإنفاق، وذخيرة لا يضرب لها بالإملاق، وحله لا تخلق جدتها، ولذة لا تصرم مدتها.
32 - واعلم أيها الملك أنه من لم يقبل من نصائحه ما يثقل عليه مما ينصحون له لم يحمد رأيه ، كالمريض الذي يدع ما يبعث له الطبيب، ويعمد إلى ما يشتهيه،
Sayfa 119