قال الملك: «لشد ما أخطأت بنيتي إذ لم تصحبك إلى هنا في جملة حشمها ما دمت قد رجوتها في ذلك أول الأمر.»
وقال أوديسيوس يجيبه: «إنها لم تخطئ أيها الملك الكريم وما عليها من ملام، لقد كلمتني في مثل ذلك فأبيت؛ لأني خفت أن يسوءك ذلك منها ومني؛ ولأني أعلم أن الناس في كل مكان طنانون قوالون.»
فقال الملك: «كلا أيها السيد، إن صدري لا يحمل مثل ذلك القلب النزق؛ إن الرصانة والأناة أفضل ميزات الخلق الكريم. تالله يا بني إني لأوثرك كولدي، وبودي لو قبلت فصهرت إلي وتزوجت ابنتي، وعشت معنا كواحد منا، وإني - إن رضيت - لمقطعك الأقطاع الشاسعة ومانحك المنزل الرحب، هذا وليس في فياشيا كلها من يجسر أن يقسرك على شيء تأباه نفسك، معاذ الله يا بني، إن هذا إلا عرض، مجرد عرض مني لما آنسته فيك من سمو ورجاحة ونبل، فإن لم يرقك أن تفعل فإني معد لك أسباب عودتك غدا، وستنام ملء عينيك بينما يكون الفلك ينهب اليم ويطوي العباب منسربا فوق الموج لقوة الأذرع الفتية التي تعمل في المجاديف حتى تصل إلى وطنك سالما غانما، بل حتى تصل إلى أبعد منه، ولو إلى ما وراء أيوبيا أبعد الجزائر منا، حيث يحمل بحارتنا ردمنتوس
25
ذا الشعر الذهبي لزيارة تتيوس
26
جبار الأرض، إنهم يبحرون به إلى هذه الجزيرة ويعودون في يوم في غير عناء أو إعياء، وستعرف سبب فخاري بسفائني وبحارتي الذين يذرعون البحار ويضربون أكبادها حين يبحرون بك.»
وشاع البشر في أسارير أوديسيوس ذي التجاريب فقال: «أيها الأب الخالد، لله محامدك الغر، أنجز يا مولاي يسر ذكرك في البلاد، وألق أهلي وأنشق نسمة من وطني.» •••
وهكذا تشقق الحديث بينهما.
ثم أمرت الملكة وصيفات القصر فأعددن فرشا وثيرا في الرواق ذي الأعمدة، وهيأته بوسائد من دمقس، وبثثن فوقه الأرائك والحشايا، وعلقن الستائر والأسجاف، ووضعن البرانس
Bilinmeyen sayfa