Cahiliye ve İslam’ın İlk Dönemlerinde Arap Edebiyatçıları
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Türler
واشتهر بعد يعرب حفيده عبد شمس سبأ، مؤسس المملكة السبئية، وباني السد العظيم
6
على بضعة أميال من قاعدتها مأرب توفيرا للري، وصيانة للمدينة من الغرق؛ لأن النهر الذي يجري بقربها يجف ماؤه في الصيف، فيخشى على الزرع، ويطغى سيله في الشتاء فيخشى منه الفيضان.
وكانت أرض سبأ طيبة الترب، خصبة العشب، فنمت زراعتها، وأثمرت غلالها، وزادها الله خيرا بإحياء تجارتها، فكانت السفن تقل حمولة الهند إلى حضرموت، ومنها إلى مصر، منذ القرن العاشر قبل المسيح. وكانت الملاحة في البحر الأحمر عسيرة شاقة، فعدل عنها إلى البر، وتعهدت القوافل حمل بضائع الهند وحضرموت إلى مأرب فمكة، ففلسطين فمصر.
على أن هذا اليسر أخذ يتبدل عسرا منذ القرن الأول للميلاد؛ إذ تحولت التجارة الهندية عن طريق البر في اليمن إلى البحر الأحمر بتقدم الملاحة الرومانية واتساع نطاقها. فساءت أحوال السبئيين، واضطربت جماعتهم فنفروا إلى الشمال يلتمسون فيه موطنا جديدا لهم، فأوحشت مرابعهم، وضعفت شوكتهم. ثم كان انفجار السد
7
ففاضت المياه على مأرب، فأزعجت عنها السكان، وقضت على دولة السبئيين، فتمزقوا أشتاتا، وضرب بهم المثل فقيل: «تفرقوا أيدي سبا.» وغلبت عليهم دولة الحميريين.
والحميريون شعب من ذراري السبئيين
8
اتسع سلطانهم فجاوز اليمن، وانبسط على عرب الشمال، وكانت عاصمتهم صنعاء، وملوكهم يلقبون بالتبابعة، أولهم الحارث الرائش، وعرف بعضهم بالأذواء.
Bilinmeyen sayfa