Cahiliye ve İslam’ın İlk Dönemlerinde Arap Edebiyatçıları

Butrus el-Bustani d. 1300 AH
150

Cahiliye ve İslam’ın İlk Dönemlerinde Arap Edebiyatçıları

أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

Türler

فإن قناتنا يا عمرو أعيت

على الأعداء قبلك أن تلينا

وليس في ذلك ما ينافي قوله السابق: «نكون لقيلكم فيها قطينا.» بل هو - بالأحرى - تأكيد له وتبليغ، ويصح أن تكون هذه الأبيات قد قيلت يوم التقاضي، وأغضبت عمرو بن هند فحكم للبكريين، كما قيلت الأبيات التي قبلها وفيها ما يشبهها مثل قوله:

وأيام لنا غر طوال

عصينا الملك فيها أن ندينا

وإذا تتبعنا المعلقة إلى آخرها بعد الأبيات التي يأتي فيها ذكر عمرو بن هند نرى أنها متصلة كل الاتصال بيوم التقاضي ، فيها مفاخرة بالقبيلة ومنافسة للبكريين، كما تقتضي شروط المنافرة والتحكيم في العصر الجاهلي، مما يؤيد أن المعلقة قيلت دفعة واحدة كما ذكر الأصمعي. (5-8) ميزته

عمرو بن كلثوم صورة طبق الأصل عن جده المهلهل، فهو فخور مثله، متكثر مثله، كذوب مثله، وفي شعره سهولة وتكرار وهلهلة كما في شعر جده. ولا عجب أن يتشبه الولد بأبيه وجده أو عمه وخاله، وإنما العجب أن يشذ عنهم فلا يتأثر بهم في شيء كما هو شأن امرئ القيس، وقد زعموا أنه ابن أخت المهلهل.

يبتدئ عمرو معلقته بوصف الخمرة وتأثيرها في شاربها، ثم ينتقل إلى الغزل، فيستوقف صاحبته ليحدثها عن الحرب شأن الشعراء الفرسان، ولكنه يجتزئ ببيت واحد وينتقل إلى وصف ذراعيها، وصدرها، وقامتها، ويرى بعضهم أن مطلع القصيدة يبتدئ بهذا القسم، والمشهور خلاف ذلك. فإذا بلغ إلى مخاطبة عمرو بن هند، أخذ في الافتخار والتهديد، وهنا تظهر الصلة واضحة بين شعره وشعر جده المهلهل، فأخرجه على طريقته فخرا وحماسة، مندفع العاطفة حتى الغلو المتطرف، قليلا فيه عمل الخيال التصويري، وأقل منه عمل التفكير. ليس إلا شعورا يتدفق، وحمية تشتعل، ونفسا تثور فتتخطى الحواجز والحدود، مرتدية من الألفاظ ثوبا نسجته على هواها، لم تمتد إليه يد صناع فتشد سداه ولحمته، وتحكم وشيه وتخطيطه. فخرج على سجيته من حسن ورديء، عصبي المزاج في تركيبه، تدافعت حروفه تدافع الأمواج الجائشة، فيها صخب ولين، وعود وتكرار، وتفكك واتصال. أكثره في الفخر، وأقله في المدح والهجاء. افتخر ممتلئ النفس حماسة، وهجا ثاثرا منتقما، ومدح شاكرا لا متكسبا. وليس من غرضنا أن نبحث في مدحه وهجائه، وهما لا خطر لهما في شعره. وإنما غرضنا أن نظهر تلك الشخصية البدوية في كبرها واعتدادها، في تهورها وغليان مشاعرها. فالفخر عند ابن كلثوم يخرج صورة جلية تبرز نفسية سيد عريق يستأثر بالفضائل الجاهلية، ويتكلم بأنا ونحن، أنانيا بصيغة المفرد، أميرا بصيغة الجمع، مناقبه غنية في ذاته، ومناقب قومه مردودة إليه. يبذل المال ولا يبالي. فإذا لامته العاذلة وحذرته من العوز، أراها مهره يكر على الأحياء يغزو ويغنم:

يخلف المال فلا تستيئسي

كري المهر على الحي الحلال

Bilinmeyen sayfa