Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Türler
كان أبو تمام عربيا في نزعته ينتمي إلى طيء بالولاء على الأرجح؛ فافتخر بعروبته، وافتخر بقومه، وذكر أجوادهم وفرسانهم، وفيهم أمثال حاتم وزيد الخيل، وكان شديد الإعجاب بشعره؛ فافتخر به وفاخر الشعراء، ونزل المشيب برأسه وهو في السابعة عشرة من عمره، فجعل منه موضوعا لفخره، كيف لا والشيب عنده عنوان الكمال!
الوعظ والزهد
لم يتنسك أبو تمام كما تنسك غيره من الشعراء، ولا عرف الزهد إلى نفسه سبيلا، بل ظل يجني من الحياة أحلى ثمارها، ويستنشق أطيب أزهارها، لا يتورع من إثم يرتكبه، ومحرم لا يجتنبه، فقد كان من طلاب اللذة ولكنه آثرها مستترة.
وكان ككل خاطئ ابتلي بالمعاصي، تمر به ساعات خوف وندم، فتتمثل له الآخرة وعذابها، فتطير نفسه شعاعا؛ فيفزع إلى ربه مستغفرا متندما، ويقف من نفسه موقف الواعظ الحكيم، فيؤنبها على استهتارها وغفلتها، ويذكرها الموت والفناء والعذاب.
وليس له شعر كثير في الزهد؛ لأن هذا النوع لم يكن من طلباته، وإنما كان يعرض له على كره منه، فينظمه خاضعا لتأثير نفساني طارئ لا يلبث أن يزول، ويبدو هذا التأثير عظيما عندما تسمعه يتمنى أن يصبح بعد موته رفاتا محضا، لا نفس له خالدة في نعيم أو جحيم:
فيا ليتني من بعد موتي ومبعثي
أكون رفاتا لا علي ولا ليا
ولكنه حسن الإيمان بالله، شديد الاتكال عليه، فإذا الخوف والرجاء يعتلجان في صدره:
أخاف إلهي ثم أرجو نواله
ولكن خوفي قاهر لرجائيا
Bilinmeyen sayfa