Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Türler
ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
فكأنه أراد أن يلتذ سمعه بذكرها، كما التذت العين برؤيتها، واليد بلمسها، والفم بذوقها، والأنف بشمها، أو لعله أراد المجاهرة بذكرها، فأمر الساقي أن ينادي باسمها.
فأشعاره تطلعنا على صراحته؛ فنراه مجاهرا بتعبده للخمر وسكره المتواصل، مجاهرا بفتكه ومجونه، وقد يستوقفنا قوله:
فعيش الفتى في سكرة بعد سكرة
فإن طال هذا عنده قصر الدهر
فكأنه يريد أن يقصر أيام حياته بالسكرات المتواصلة لا يعقبها صحو، وهذا شأن رجل لا يخلو عيشه من شقاء ويأس وحب انتحار، وأبو نواس لم يكن بنجوة من مرارة العيش؛ فقد ذاق طعم الحاجة، وحبس وقهر مرارا وانتقص من قدره أحيانا، وكانت علته ترافقه وهو في ميعة شبابه، فلا غرو أن يبدو عليه شيء من التطير والقنوط، فيؤثر ساعة السكر على ساعة الصحو؛ لكي لا يشعر بشقاء نفسه.
وقد يظل في شرب متواصل حتى يفلس فيرهن ثيابه أو يبيعها، ليشرب بها:
فبعت قميصا سابريا وجبة
وبعت إزارا معلم الطرفين
65
Bilinmeyen sayfa