Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Türler
يدك اليسارة آخر الدهر
وكذاك نعم السوق أنت لمن
كسدت عليه تجارة الشعر
ومدح الخصيب بعدة قصائد جياد، فأحسن الخصيب صلته، وأخذ أبو نواس ينادمه على الشراب ويلهو وإياه ويعبثان معا، حتى أصبحت للشاعر دالة عليه، ويسرت حاله بعد عسر، فتفرغ للهو والمجون فعله في بغداد.
على أن عطايا الخصيب لم تكن لتغني أبا نواس أو تنسيه ملاهي بغداد وقصر الخليفة العباسي؛ فنوابغ الشعراء لم يكن لهم غير دار السلام حاضرة تستثير قرائحهم، وتذكي عبقريتهم، وتشبع مطامعهم، ولعل الخصيب ضاق ذرعا برغبات الشاعر؛ فإن بعض الرواة يتحدثون بأنه بعد أن أعطاه ثلاث جوائز كل جائزة بألف دينار قال له: «ارتحل فما لك مقام عندنا.» ويؤيد هذه الرواية ما نعلمه من أن أبا نواس ترك الخصيب غير راض عنه وعن عطاياه، فكان إذا سئل: «كم وهب لك الخصيب مع مدائحك فيه، وقصدك من العراق إليه؟» قال: «لا والله، لم يهب لي إلا مائة دينار والناس يكثرون في ذلك.» وقد هجاه بعد مفارقته إياه ورماه بالتقتير على بنيه.
ولكنه لم يوفق في الرجوع إلى بغداد، فإنه شرع يهجو القبائل النزارية لما اشتدت صولة الشعوبيين، ولم يعف عن قريش وفيها الخلافة وقبلها النبوة؛ فحبس وطال حبسه حتى مات الرشيد واستخلف الأمين.
اتصاله بالأمين
عرف أبو نواس أولاد الخلفاء منذ قدومه بغداد وهو شاب، فنادم أولا ولد المهدي ولازمهم، فلم يلق مع أحد من الناس غيرهم، ثم نادم القاسم بن الرشيد، ولكنه لم يلبث أن فارقه وتقرب من أخيه الأمين، وكان يومئذ صبيا يدرس النحو واللغة على الكسائي، وزاده اتصالا بولي العهد أن الرشيد أمر الكسائي أن يحضر أبا نواس لينشد الأمين الشعر النادر ويعلمه الغريب، فلزمه شاعرنا ولم يفارقه، وراقت الأمين صحبة أبي نواس؛ فاتخذه نديما، وشاطره اللهو والمجون، فانحطت أخلاقه في صباه، وكان انغماسه في العبث والفسوق من الأسباب التي أضاعت ملكه.
ولما بويع بالخلافة بعد أبيه جعل الشاعر في بطانته، فكان ألزم له من ظله، ولا ريب أن خلافة الأمين كانت أسعد أيام أبي نواس وإن لم يطل عهدها أكثر من خمس سنوات، وخمس سنوات شيء يذكر في عمر الشاعر المتنعم، على أنها لم تخل بعض الأحيان من تنغيص؛ إذ كان الخليفة يضطر إلى حبسه على أعين الناس حين يتهم لديه بالكفر والفجور والمجاهرة بشرب الخمر.
وألحف عليه بالتشديد يوم اعصوصب الشر بينه وبين أخيه المأمون، وكان ذو الرئاستين
Bilinmeyen sayfa