293

Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Türler

اتسق فن الأدب، واستقل بذاته، ورغب الأدباء في نقد الشعر على طريقتهم، فصنفت الكتب في تعداد سقطات الشعراء، ومناظرتهم، كما فعل الصاحب بن عباد، والحاتمي مع أبي الطيب، وفي الموازنة بينهم، فعل الآمدي في موازنته بين الطائيين، وإظهاره حسنات كل منهما وسيئاته. وفي الوساطة بين شاعر ونقاده، كما فعل القاضي الجرجاني في وساطته بين المتنبي وخصومه، وأصبح للشعر نظم محدودة، وأبواب معروفة، ومناهج مقررة بعد أن صنف ابن رشيق القيرواني كتاب العمدة في صناعة الشعر ونقده، وأكمل ما بدأ به ابن المعتز وقدامة بن جعفر.

وشاع تمحيص الروايات والأخبار، في المجاميع الأدبية، وأشهرها الأغاني لأبي الفرج، ويتيمة الدهر للثعالبي، وزهر الآداب للحصري. ونجترئ هنا بالكلام على أبي الفرج؛ لأن كتابه أشهر المجاميع، وأكبرها، وأجزلها نفعا. (7) أبو الفرج الأصبهاني 897-966م/284-356ه (7-1) حياته

هو علي بن الحسين الأموي القرشي، تتصل عصبيته بمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وكنيته أبو الفرج. ولد بأصبهان، وإليها انتسب، ونشأ ببغداد، وبها تخرج على طبقة رفيعة من العلماء والرواة كابن دريد، والأخفش الأصغر، والأنباري، والطبري، وابن المرزبان وسواهم، فحفظ عنهم شيئا كثيرا من اللغة والنحو والشعر والأغاني والأخبار والآثار، والأحاديث المسندة، والأيام والأنساب، والخرافات، والسير، والمغازي. وحذق شيئا غير يسير من آلة المنادمة، مثل علم الجوارح والبيطرة، ونتفا من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك.

وكان متصلا بالحسن المهلبي - وزير معز الدولة بن بويه - منقطعا إليه يمدحه ويأخذ جوائزه. وأفاد من كتبه ثروة حسنة، فقد أهدى كتاب الأغاني إلى سيف الدولة، فأعطاه ألف دينار، واعتذر إليه من تقصيره في المكافأة، كما يقتضيه حق الكتاب. وكان أنسباؤه بنو مروان ملوك الأندلس يتقدمون إليه بتصنيف الكتب لهم، فيفعل، ويسيرها إليهم، ويأتيه إنعامهم سرا. وفلج وخولط في أواخر أيامه، ومات في بغداد.

صفاته وأخلاقه

كان لطيف المنادمة، وحسن المعاشرة، حلو الحديث، يحب اللذة ومجالس اللهو ويشرب الخمر ويصحب القيان والمغنين. وكان مع ذلك رث الهيئة لا يعنى بتحسين شارته، كثير الهجاء، في لسانه سلاطة وهجر، تخشى معرته، ويحذر جانبه لعلمه بالأنساب والمثالب. وكان أكولا نهما، إذا ثقل الطعام في معدته تناول خمسة دراهم فلفلا مدقوقا، ولا يؤذيه ولا تدمع منه عيناه. وهو مع ذلك لا يستطيع أن يأكل حمصة، أو يصطبغ بمرقة قدر فيها حمص، وإذا أكل شيئا يسيرا من ذلك شري بدنه كله، وبعد ساعة أو ساعتين يفصد، وربما فصد لذلك دفعتين. فلما كان قبل فالجه بسنوات ذهبت عنه العادة في الحمص، فصار يأكله ولا يضره، وبقيت عليه عادة الفلفل. وكان على أمويته يتشيع للعلويين لتربيه بينهم، ومخالطته لهم، واشتماله بإنعامهم.

آثاره

لأبي الفرج شعر أكثره في مدح المهلبي ، روى منه الثعالبي طائفة حسنة في يتيمته. ولكن منزلة الأصبهاني لا تقوم على أشعاره وإنما تقوم على مصنفاته الأدبية والتاريخية وهي كثيرة، منها في الأيام والأنساب والمثالب، ومنها في الشعر والشعراء والشواعر، ومنها في القيان والمغنين والحانات وأصحابها. وأشهر هذه الكتب وأبقاها الأغاني، اشتغل به صاحبه خمسين سنة، ووصل إلينا منه واحد وعشرون جزءا، والجزء الأخير نشره المستشرق الأميركي رودلف برونو. ولعل الكتاب كان أكبر حجما، وضاع منه بكرور الأزمان. قال ياقوت: «وجمعت تراجمه فوجدته يعد بشيء، ولا يفي به في غير موضع منه، كقوله في أخبار أبي العتاهية: «وقد طالت أخباره ها هنا، وسنذكر خبره مع عتبة في موضع آخر.» ولم يفعل. وقال في موضع آخر: «أخبار أبي نواس مع جنان؛ إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت.» ولم يتقدم شيء، إلى أشباه لذلك. والأصوات المائة هي تسعة وتسعون، وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء، أو يكون النسيان غلب عليه، والله أعلم.» ا.ه. وللأغاني اختصارات كثيرة لا نرى فائدة من ذكرها. (7-2) ميزته

لم يخلص إلينا من آثار أبي الفرج شيء يعتد به إلا أغانيه، فعليه قامت ميزته، وبه كان خلوده، فإليه نستند في الكلام على أدب الأصبهاني، ومنزلته، ومبلغ تأثيره.

الأغاني: جمعه وتأليفه

Bilinmeyen sayfa