Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi

Butrus el-Bustani d. 1300 AH
174

Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Türler

وليس لشاعرنا غزل كثير على شدة شغفه بالجمال؛ لأن الحب لا يؤثر في نفس طالب اللذة تأثيره في نفوس المتيمين، ولا يمتزج بها إلا أوقاتا معلومة يموت في خلالها حينا ثم ينبعث ويحيا، ثم يموت. ويغلب على غزل ابن الرومي وصف القينة والساقي ومجلس لهوه، وتجد هذا الغزل في صدر أهاجيه كما تجده في صدر مدائحه.

وهو في تهافته على اللذة لا يشفى فؤاده إلا إذا استوعبها من أقصى قراراتها، فيود لو أنه يستغرق في ذات من يهواه فتمتزج روحه بروحه، حتى لتظنه من أصحاب مذهب الاتصال الذين يزعمون أنهم يستغرقون في ذات الله سبحانه وتعالى عما يأفكون:

كأن فؤادي ليس يشفي غليله

سوى أن يرى الروحين يمتزجان

وصفه

والوصف عند ابن الرومي أخص ميزة يعرف بها، فهو من أي النواحي أتيته تجده وصافا بارعا ومصورا دقيقا. وفي شعره أوصاف جديدة لم يسبقه إليها شاعر، استمدها من حياته وتأثرات نفسه، فإنه لتطيره من المناظر القبيحة كان يتعشق الجمال على اختلاف مظاهره واتساع معانيه، فأحب الطبيعة ولا سيما طبيعة الربيع، فاتصل بها وجعل منها شخصا حيا، مازجا شعوره بشعورها، وأغرم بجمالها كما أغرم بالوجه المليح، فأصبح إذا وصفها شبهها بالمرأة، وإذا وصف المرأة شبهها بالطبيعة، فمن ذلك قوله يصف الأرض في الربيع:

تبرجت بعد حياء وخفر

تبرج الأنثى تصدت للذكر

46

وكان يحب الصوت الجميل ومجالس اللهو، فوصف القينة وغناءها، والساقي وكأسه، والخمرة وآنيتها. وله براعة في نعت الصوت الحسن تدل على صحة شعوره بالفن كوصفه للقينة وحيد.

Bilinmeyen sayfa