Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Türler
ومن آثار ابن المقفع الباقية فقر حكمية، ورسائل متفرقة، وتحميدات جمعها محمد كرد علي في كتابه «رسائل البلغاء»، وله شعر قليل. (4-2) ميزته
لم تقم ميزة ابن المقفع إلا على كتابه الخالد «كليلة ودمنة»؛ ففي هذا الكتاب يتجلى أسلوبه البديع الذي رفع به مستوى النثر العربي إلى أعلى درجات الفن وأشرفها، فعلى هذا الكتاب نعول في درس ابن المقفع، وإظهار أسلوبه، ولكن لا غنية لنا عن أن نلم بالأدبين الصغير والكبير؛ لنتبين خصائص الكاتب في مختلف موضوعاته ومباحثه.
كليلة ودمنة: أبوابه وأغراضه
سمي هذا الكتاب كليلة ودمنة من باب تسمية الكل باسم الجزء؛ لأن خبر كليلة ودمنة لا يتناول غير بابين من أبوابه، وهما باب الأسد والثور، وباب الفحص عن أمر دمنة.
وكليلة ودمنة أخوان من بنات آوى، جعلت قصتهما مثلا على المتحابين يقطع بينهما الكذوب المحتال، ومدارها أن دمنة سعى بالفتنة بين الأسد ملك الوحوش والثور جليسه وصديقه؛ فأفسد فيما بينهما ولم يصخ لنصائح أخيه كليلة، فقتل الأسد الثور، ثم تبين له أنه بريء مما اتهم به، فأمر بحبس دمنة، وفي باب الفحص عن أمر دمنة يمثل المتهم في حضرة القاضي، ويرد على أقوال خصومه، ويدافع عن نفسه رابط الجأش، ثم يثبت عليه الجرم بشهادة شاهدين فيقتل ويصلب على رءوس الأشهاد، وأما كليلة فإنه يموت من حزنه في أثناء الفحص عن أمر أخيه.
وترى في دمنة مثال الداهية المحتال، والحسود الطماع الذي يستهين كل كبيرة لبلوغ ما يشتهيه من الرفعة والمال، وترى في كليلة مثال المخلص الوفي للأصحاب، والقنوع الرضي الأخلاق، والحكيم البصير بالأمور، الذي يحب السلامة، ويخشى مصاحبة السلطان، ويحاذر بطشه وصولته.
وأما بقية الأبواب فكل باب منها قائم بنفسه، ولكنها ترمي إلى غاية واحدة وهي تهذيب النفس، والإرشاد إلى حسن السياسة، وحسن اختيار الأصحاب؛ فالباب الأول مقدمة الكتاب لبهنود بن سحوان المعروف بعلي بن الشاه الفارسي، ذكر فيها السبب الذي من أجله وضع بيدبا هذا الكتاب لدبشليم الملك، والباب الثاني بعثة برزويه إلى بلاد الهند لنقل الكتاب، والباب الثالث عرض الكتاب لابن المقفع وبه يشتد في تنبيه قارئ كتابه على «أن يديم النظر فيه من غير ضجر، ويلتمس جواهر معانيه، ولا يظن أن نتيجته إنما هي الإخبار عن حيلة بهيمتين، أو محاورة سبع لثور؛ فينصرف بذلك عن الغرض المقصود»، فكأن الكاتب - وقد حمل إلى العرب أدبا جديدا لم يتعودوه - خشي أن يلتهوا بقشوره دون لبابه، فلا يروا فيه غير التفكه بأحاديث البهائم والطيور، فحضهم على تفهمه، وإدراك معانيه.
وفي هذا الباب يقسم الكتاب إلى أربعة أغراض: «أحدها:
21
ما قصد فيه إلى وضعه على ألسنة البهائم غير الناطقة من مسارعة أهل الهزل من الشبان إلى قراءته، فتستمال به قلوبهم؛ لأن هذا هو الغرض بالنوادر من حيل الحيوانات، والثاني: إظهار خيالات الحيوانات بصنوف الأصباغ والألوان؛ ليكون أنسا لقلوب الملوك، ويكون حرصهم عليه أشد؛ للنزهة في تلك الصور، والثالث: أن يكون على هذه الصفة فيتخذه الملوك والسوقة، فيكثر بذلك انتساخه، ولا يبطل فيخلق على مرور الأيام، ولينتفع بذلك المصور والناسخ أبدا، والغرض الرابع، وهو الأقصى: مخصوص بالفيلسوف خاصة.»
Bilinmeyen sayfa