Arap Edebiyatçılar Abbasi Dönemi
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Türler
وقد أحسن محمد باختيار خراسان؛ لأن الأمصار العربية كانت تشغلها الأحزاب، وكل حزب يسعى لنفسه. أما خراسان فإن الفرس فيها يكرهون العرب وبني أمية، ولكنهم لا يطمعون في الخلافة، وهم شيعيون في كثرتهم، ولكنهم لا ينفرون من بني العباس؛ لأنهم هاشميون من أهل البيت.
فراح دعاة العباسيين يتنقلون في الأمصار الإسلامية، ويبثون الدعوة سرا متظاهرين بالتجارة وطلب الرزق، وبقوا على هذه الحال حتى توفي محمد بن علي، وصار الأمر إلى ولده إبراهيم الإمام، فكاتب إبراهيم مشايخ خراسان ودهاقينها، وبعث إليهم الدعاة، ثم أرسل أبا مسلم الخراساني،
9
وكان كثير الدهاء، شجاعا مقداما، شديد الإخلاص للعباسيين، فجاء خراسان سنة «129ه/746م»، وأقام في مرو يدعو الناس إلى مبايعة آل محمد من غير تعيين؛ لتكون الدعوة مبهمة مشتركة بين العباسيين والعلويين، وقد لجأ إلى هذه الحيلة ليأمن معارضة الشيعيين في بلاد فارس، فتبعه خلق كثير.
وكان على خراسان نصر بن سيار من قبل الأمويين فخاف عاقبة الأمر، فأرسل إلى الخليفة مروان بن محمد يخبره بحال أبي مسلم وكثرة من معه، وفي ذلك يقول:
أرى خلل الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكى
Bilinmeyen sayfa