18

طوق النجاة

طوق النجاة

Yayıncı

دار التوزيع والنشر الإسلامية

Baskı Numarası

الثامنة

Yayın Yılı

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

مصر

Türler

- وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي، توقظه بالليل وتقول: قم يا حبيب فإن الطريق بعيد، وزادنا قليل وقوافل الصالحين قد سارت من بين أيدينا ونحن قد بقينا ... - وهذا رجل من أصحاب سفيان الثوري يقول: إذا جلسنا إلى الثوري، فكأن النار قد أحاطت بنا، لما نرى من خوفه وجزعه. - وقال الحجاج لسعيد بن جبير: بلغني أنك لم تضحك قط .. قال: كيف أضحك، وجهنم قد سعّرت، والأغلال قد نصبت والزبانية قد أعدت؟! - وهذا رجل منهم يقول: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما. - ورُئَي الحسن يومًا وهو يبكي فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يُبالي. - وهذا حبيب أبي محمد الفارسي يقول لامرأته: إن متُّ اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني، وافعلي كذا وكذا، فقيل لامرأته، أرى رؤيا؟! قالت: هذا يقوله كل يوم (١) .. فهذه بعض أحوال الخائفين، صبروا أيامًا قليلة، فأعقبتها راحة طويلة ...

(١) هذه الأخبار وغيرها من كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغالي، وكتاب صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي.

1 / 18