239

Tefsirde Harali Mirası

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Soruşturmacı

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Yayıncı

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

الرباط

المعروض للقبول أول ما يؤخذ أخذا بحسبه من أخذ سمع أو عين، ثم ينظر إليه نظر تحقيق في المسموع، وتبصر في المنظور، فإذا صححه التحقيق والتبصير قبل، وإذا لم يصححه رد، وإنما يكون ذلك لمن في حاله حظ صحة ظاهرة لا يثبت مع الخبرة، فأنبأ، تعالى، بمضمون الآيتين - الفاتحة والخاتمة - أن هؤلاء ليس في حالهم حظ صحة البتة، لا في شفاعة ولا في عدل، فلا يقبل ولا يؤخذ إنباء بغرائه عن لبسه ظاهر صحة يقتضي أخذه بوجه ما، ففيه تبرئة ممن حاله حال ما نبئ به عنهم، على ما تقدم معناه في مضمون الآية.
وبهذه الغاية انصرف الخطاب عنهم على خصوص ما أوتوا من الكتاب الذي كان يوجب لهم أن يتدينوا بقبول ما جاء مصدقا لما معهم، فاتخذوا لهم بأهوائهم ملة افتعلتها أهواؤهم، فنظم، تعالى، بذلك ذكر صاحب الملة التي يرضاها، وافتتح بابتداء أمره في ابتلائه، ليجتمع عليهم الحجتان: السابقة بحسب الملة الحنيفية

1 / 260