202

Tefsirde Harali Mirası

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Araştırmacı

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Yayıncı

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

الرباط

﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ﴾ قال الْحَرَالِّي: الدخول الولوج في الشيء بالكلية حسا بالجسم، ومعنى بالنظر والرأي، والقرية من القرى، وهو الجمع للمصالح التي بها يحصل قوام الدنيا لقرى أهل الدنيا، والتي تجمع مصالح أهل الآخرة، لقرى أهل الآخرة، قال، ﵇: "أمرت بقرية تأكل القرى" باستيطانها، كأنها تستقري القرى تجمعها إليها، وقد تناوبت الياء والهمزة، والواو مع القاف والراء على عام هذا المعنى - انتهى. ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ قال الْحَرَالِّي: وفيه أي هذا الخطاب تثنية في ذكر الأرض، لما تقدم من نحوه لآدم في السماء، فكان تبديلهم لذلك عن فسق لا عن نسيان، كما كان أمر آدم، ﵇، فكأنهم اقتطعوا عن سنته إلى حال الشيطان الذي ﴿كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ فتحقق ظلمهم حين لم يشبهوا آباءهم وأشبهوا عدو أبيهم وعدوهم - انتهى. ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾ وهو كما قال الْحَرَالِّي: أول مستفتح الأشياء والأمور المستغلقة حسا أو معنى. ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ قال الْحَرَالِّي: من الحط، وهو وضع الحمل الثقيل بمنة وجمام قوة يكون في الجسم، والمعنى: أمروا بقول ما يحط عنهم ذنوبهم التي عوقتهم من رسول الله، ﷺ، مع من معه من المهاجرين والأنصار بشعب من الشعاب، مترددًا بين الحرمين الشريفين - يعني في عمرة الحديبية - فقال: قولوا: لا إله إلا الله - وعند ذلك دخول الشعب الذي هو باب المدخل من نجد الأرض إلى سهلها - فقالوها،

1 / 223