أحد القواد المضمومين إلى ابن أبي الساج عند ابن الفرات، فعرفه أن كتاب أبي طاهر ورد عليه بأن يوسف بن أبي الساج واقع أحمد بن علي فقتله وأخذ رأسه وحمله مع جثته إلى بغداد. وركب المحسن إلى المقتدر بالله واستأذن عليه، فأوصله مفلح الأسود حيث لم يحضر نصر الحاجب، وبشره بالفتح وقرأ عليه الكتاب الوارد به، وعرفه أن نصرًا يكره ذاك، فلهذا طواه عنه وكتمه إياه. ولم يبعد بعد هذه الحال أن وجد المقتدر بالله رجلًا أعجميًا واقفًا على سطح مجلس من مجالسه، وعليه ثياب دبيقية. ومن تحتها ثياب صوف ومعه محبرة ومقلمة، وأقلام وسكين وورق وسويق. فأخذ وسئل عن أمره فقال: ما أخاطب إلا صاحب الدار. فقيل: قل ما عندك. قال: ما يجوز. وأخرج إلى أبي الحسن ابن الفرات، فقال: أنا أقوم مقام صاحب الدار، فقل ما عندك. فقال: ليس يجوز إلا خطابه في نفسه. فرفق به فلم يغن الرفق. وحمله الخدم حينئذ وضربوه ضربًا عنيفًا، فعدل عن الكلام بالعربية إلى قوله بالفارسية: ندانم ولزم هذه اللفظة فلم يزل عنها في كل ما يخاطب به، وأخرج بعد أن مات تحت العقوبة إلى رحبة الجسر، وصلب هناك وضرب بالنار. وتحدث الناس بأن ابن الفرات دسه ليوهم المقتدر بالله أن نصرًا الحاجب أراد الاحتيال عليه به.
1 / 55