132

Talib'in Hediyesi

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

Araştırmacı

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

Yayıncı

دار العصمة

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

الفصل العاشر ... فصل قال العراقي: "والأصل في ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ﴾ . [المائدة:٣٥] . قلت: يريد العراقي أن الآية أصل في دعاء الصالحين، والتوجه بهم إلى الله وجعلهم وسائط بين العباد وبين الله، ووسائل إليه في قضاء حاجاتهم، وتفريج كرباتهم. والجواب: أن هذا القول صدر عن جهل بمسمى الوسيلة شرعًا، فإن الوسيلة في شرع الله الذي شرعه على ألسن جميع رسله، هي عبادته وحده لا شريك له، والإيمان به، وبرسله، والأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها، كما في البخاري وغيره من حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في غار، فتوسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة من البر والعفة والأمانة١. وكذلك ما شرع من واجب أو مستحب. قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ . [الإسراء:٥٧] وابتغاؤها بالقيام بما أمر به، وأحبه ورضيه، من الأعمال الصالحة.

١ أخرجه مسلم في صحيحه –كتاب الإجارة- باب من استأجر أجيرًا فترك أجره ٤/ ٤٤٩. ومسلم في صحيحه، كلاهما عن ابن عمر ﵄.

1 / 138