ولا أُحاشي من الأقوام من أحد
توفي سنة أربعين وخمسمائة وله:
سُكنَى الفنادقِ ذُلُّ ... والبيتُ منهُ أذلُّ
فإنْ دُفعتَ إليها ... فحُجرةٌ لا أقلُّ
وله:
كلُّ خِلًّ صحبْتُهُ ... من ذوي المجدِ والعُلى
أنا منهُ بواحدٍ ... منْ عَظِيمَيْنِ مُبتلَى
باصطبارٍ على الأذى ... أو فراقٍ على القلى
واعتبرْ حالَ من دنا ... منهُمُ بالذي عَلا
ودعِ النَّاسَ كلّهمْ ... تُعفَ من فادح البَلا
غيرَ تَسْليمةِ اللّقا ... والَّذي بعدها فَلا
هاكَها من مجرِّبٍ ... فاغتَنِمْها معجِّلا
وله في ابنٍ صغير:
فلذَةُ كِبْدي أَمَسُّها بيدي ... يقولُ إن حاول الكلام أَغُ
لو جمعَ الواصفونَ أن يصفوا ... مقدارَ حبّي لهُ لما بَلَغوا
وحدثني أبو الربيع ابن سالم بلفظه ثمَّ بقراءتي عليه، قال: حدثني أبو عبد الله ابن أبي عمر، هو ابن عيّاد، عن أبيه، قال: حدثني أبو بكر بن إبراهيم بن نجاح الواعظ قال: دخلنا على أبي القاسم ابن ورد عائدين له في مرضه، الَّذي توفي فيه، فسألناه عن حاله فأنشد بعدما استند لنفسه:
عَشْرُ الثمانينَ وعمرٌ طويلْ ... لم يبقَ للصحبةِ إلاَّ القليلْ
لا تحسبوني ثاويًا فيكمُ ... فقدْ دنا الموتُ وآنَ الرَّحيلْ
1 / 33