ومن ذلك ما أخبرني به كثيرون من خاصته من أهل شهارة، إنه لما رجع -عليه السلام- من السودة إلى شهارة لافتقاد أعمالهم وتقرير أحوال أهلها، وكان الماء إذ ذاك منقطعا وإنما كان يأتي به الشقاة من خارج شهارة، وإنه دخل بيته الشريف الذي بالقرب من مشهد الإمام ذي الشرفين -عليه السلام- وأخبره أهل البيت المذكور أنهم لا يقدرون على تحصيل الماء مع ما عرف من أحوال غيرهم من البيوت، فأغلق على نفسه في حجرة من أعلى داره مفتوحة إلى السماء وأخذ في الدعاء إلى الله والتضرع باكيا، فأرسل الله سبحانه وتعالى مطرا غزيرا فكان عليه من أوله إلى آخره، وقد سأله أهله أن يكنن معهم فما عاد إلا وقد إلتفت عليه ثيابه، والماء يسيل من لحيته الطاهرة، وكانت آية باهرة ، فارتوى الناس ودخل برك المساجد ما كفى والحمد لله رب العالمين.
وقال القاضي المذكور -أيده الله-: ولم يعزم الإمام إلى شهارة إلا بعد أن بلغ إلى أهلها من الشدة فعزم إليها قاطعا من الله بحل العقدة.
Sayfa 133