268

Asma ve Ebsar Hazinesi

تحفة الأسماع والأبصار

Bölgeler
Yemen

ثم إنه كان في بعض الأيام خروجنا من مدينة الملك للضيافة إلى بعض منتزهاتها، قاصدين إلى محل كان يعتمره هذا الأبوان المذكور، وفيه شيء من كتبه مكتوبة بالقلم العربي، فأحبينا الإطلاع على شيء منها فوصلنا إلى ذلك المحل ووجدناه محلا نفيسا رايقا للعيون، ومن أعجب ما رآه الراؤن وفيه جماعة من تلاميذ ذلك الأبوان، فاجتمعنا بهم وخاطبناهم[93/أ] بما نريده، فأدركنا منهم التشوش والإرتياب، والتقلقل والإضطراب، فسكنا روعتهم، وأحسنا مخاطبتهم، حتى اطمأنت نفوسهم وأطالوا معنا في الحديث، حتى أنا لم ننصرف من عندهم إلا وقد أعجبهم ما رأوه منا من الرفق، ونهى المصاحبين لنا من أن يعبثوا بشيء من محاسن تلك البساتين التي معهم، فتحدثوا بذلك بعد رجوعنا من عندهم لكبيرهم، وكان غايبا ذلك اليوم عن ذلك المحل، فأعجبه ما سمع، ووصللنا في اليوم الثاني من يوم خروجنا وجاء إلينا إلى محلنا، وهو رجل عليه سيماء القراء، وتنسك أهل العبادة، وهو يتكلم باللسان العربي من غير واسطة الترجمان، فتيسر له خطابنا ولنا خطابه؛ لأنه من تلامذة الأبوان المقدم ذكره، فوجدناه أحسن في تلك الدار، واسمه خاطروس، فما برح يسألنا عن شريعتنا، وما أركانها ومهماتها، فأجبنا عليه وذكرنا له أركان الإسلام الخمسة، وصفة الشهادتين والصلاة وصفاتها، وما يقدم لها من الطهور، ثم الأذان الذي يدعى به ليحضرها الناس، ثم الإقامة بعد الحضور، ثم التوجه بألفاظه، فأعجبته تلك الألفاظ غاية العجب، ثم أكثر السؤال عن الزكاة في الأموال وتقديرها فأجبنا عليها فيها، ثم قال: من يأخذ هذه أرباب الأموال؟ فقلنا:

Sayfa 403