246

Asma ve Ebsar Hazinesi

تحفة الأسماع والأبصار

Bölgeler
Yemen

وبعد أن قررت هذه الأمور بحسب الظن وقدر الإمكان، توجهنا في ذلك الوقت من بيلول في أرض مستوية كثيرة الأشجار نحو مرحلتين، ثم دخلنا بعد ذلك في أودية بين جبال عالية[83/أ] وفيها ماء جار، وفي هذا المحل جاء إلينا من أخبار البدو أنهم يريدون غزونا في تلك الليلة، فأمرنا الناس في تلك الليلة بالإحتراس، وأن يكونوا على أهبة، فكان من عجايب الإتفاق، أنها جاءت في أربعة فيلة في تلك الليلة، فأدركها الحرس وسمعوا حسها في ذلك الوادي، ففزعوا منها فاجتمع الناس بعضهم إلى بعض، ثم تبينا الأمر فإذا هو تلك الفيلة، فرمت عليهم البنادق فسمع أولئك البدو رمي البندق، فأرهبهم وأرعبهم وفرق شملهم، وبدد جمعهم، ولقد أخبرنا رجل ممن بلغ إليه حقيقة أمرهم أن قدر الجمع الذين كانوا قد اجتمعوا لذلك خمسمائة رجل، فسبحان الملك القدير، الذي حالت قدرته بينهم وبين ما أرادوه، واتصل بعد ذلك سيرنا وتوالت أيام سفرنا قدر اثنتي عشر مرحلة، حتى وصلنا محل يسمى (عين ملى) وهذا المحل وما بعده أعظم خطرا وأكثر مخافة لقربه من القالة -أقماهم الله تعالى وقطع دابرهم- وحال ذلك الوادي من الوحشة وعظيم المخافة، كما قال شحيم بن وثيل شعرا:

مررت على وادي السباع ولا أرى .... كوادي السباع حين يظلم واديا

Sayfa 367