ومن مثل ذلك ما أخبرني به الحاج الصالح محمد بن قاسم المسرحي النجار، وقد احتجته لبعض عمل في البيت من شهارة فجرى ذكر هذا الإختلاف، فقال: هوكالقاطع -وهو مع ذلك من حذاق العوام وله مع ذلك ديانة حسنة-: الإمامة في إسماعيل من عند الله سبحانه وتعالى على سبيل الجزم، فقلت له: إن كنت تريد استكمال الشرائط فلا نزاع، وإن كنت تريد غير ذلك مما الناس عليه فأخبرني الخبر، فقال: إنه أخبره الثقة أنه رأى رؤيا في حياة الإمام المؤيد بالله -صلوات الله عليه- كأن قنديلا مضيئا ما بين السماء والأرض في شبه الحبل، فالأرض به ضياء نافع شديد فطفي ذلك القنديل فأظلمت الآفاق، فطلع من موضع القنديل الأول قنديل أصغر منه، ثم طلع من جانب آخر من جهة العدن قنديل صغير بعيد عن الأول كذلك، ثم لا زال هذا الذي من بعيد يعظم ويكبر حتى كان أكبر ضياء من الأول، والصغير الذي كان ظهر في موضعه الأول يصغر قليلا قليلا حتى ذهب شعاعه ثم طفي، فكان تفسير ذلك ما وقع، والحمد لله رب العالمين.
ومن مثل ذلك ما أخبرني حي الشيخ علي بن ناصر بن محمد الأعور الحكمي الأهنومي أنه رأى في المنام في أيام الإمام المؤيد بالله، كأنه غشي دار الإمام في أقر نور مرتفع وإذا خيال على سرير الإمام -عليه السلام- يحمله إلى جهة القبلة وفهم الرأئي أنه يرتفع إلى السماع فصاح مع غيره ممن حضر بالعويل والبكاء على الإمام، فالتفت الإمام -عليه السلام- وهو على السرير ورمى بعمامته، وقال: إسماعيل إمامكم أو قال: كافيكم ضعوا عليه هذه العمامة.
Sayfa 250