وكان في صنعاء عيون، منهم: مولانا علي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله مولانا أحمد بن الحسين بن أمير المؤمنين، ومولانا محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين، وصنوه الفاضل العابد يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين، والسيد (الريس) الكامل محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين الناصر لدين الله المؤيدي، وولده مولانا أحمد بن محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين، وقد جعل أمر الجميع إليه وإلى مولانا علي بن أمير المؤمنين، فأخرجا عسكر مع السيد (الريس) صالح بن ناصر الحمزي من عقبات إلى بلاد الحجرة، وآخرين مع الشيخ الأمجد عامر بن صلاح الصايدي إلى جهات حراز، وأعطوا العسكر حصة ستة أشهر في مقام واحد وأسبوع واحد، غير أنهم لم يعمموا بذلك وإنما خصوا وزادوا ونقصوا، ويقال والله اعلم أن ذلك لقصد التفريق للعسكر ممن حفظ صنعاء ومن نصره مولانا أحمد ، فكان كذلك من خرج من صنعاء لم يعد إليها كما سيجي قريبا إن شاء الله تعالى، هذا وأرسل مولانا -عليه السلام- دعاته عموما وخصوصا إلى كل واحد في صنعاء وغيرها، وكان في معمور ذمار مولانا عبد الله بن أمير المؤمنين المنصور بالله قد أظهر البيعة والخطبة لمولانا أحمد، وطلب عسكر من صنعاء لحفظ ذمار، فلم يتمكن مولانا أحمد من تحصيل واحد، فإن من في صنعاء لم يتضح موالاتهم، ولا كادوا يجتمعون لقراءة كتبه، كيف العمل بها! فعين على السيد عزالدين محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين المسارعة إلى ذمار، ضمن خف من العسكر وأن ينضم إلى مولانا عبدالله، فعرف السيد محمد أن ذلك لا يتم له ولا يراه في حينه، فأظهر المسير إلى شهارة للإعتذار من التوسط في مثل هذه المخاطرة في الدين، فلما انتهى إلى ريدة البون عاد إلى جهة المشهد بذيبين، ثم استصحب من أخرجه الجوف وصار إلى عيون[36/أ] الأشراف فيه، واستضافهم وعول عليهم باصطحابه إلى جهة خولان العالية ليكون هنالك حتى ينظر في أمره، وحصل معه في هذا الطريق[بعض] الصعوبات وانتهت بعض أمتعته، فكان في بلاد خولان كما سيجي إن شاء الله.
Sayfa 225