الأدباء مثنيا عليه١.
وعظ الأنام إمامنا الحبر الذي ... سكب العلوم كبحر فضل طافح
فشفا القلوب بعلمه وبوعظه ... والوعظ لا يشفي سوى من صالح
* ولايته القضاء:
لا عجب أن يتولى الإمام البلقيني منصب القضاء بعد الشهرة العلمية، والمنزلة الفقهية التي بلغها، وليس غريبا أن يتولى القضاء، وقد ولي معظم العلماء من أسرته وأقاربه هذا العمل.
فقد تولى القضاء مبكرا قبل بلوغه العشرين من عمره نيابة عن أخيه القاضي جلال الدين بن عمر، في «دمنهور» شمال مصر.
ثم استقر في القضاء بالديار المصرية، ثم عزل، ثم أعيد، وتوالى عزله وإعادته عدة مرات، وبلغ مجموع ما أمضاه في القضاء ثلاثة عشر عاما ونصف.
وعرض عليه الوالي قضاء دمشق، فامتنع. وأثنى عليه السخاوي، وذكر أنه سار في القضاء سيرة حسنة٢.
* مؤلفاته:
حفل عصر العلامة البلقيني بأفذاذ من العلماء الذين أسهموا إسهاما بارزا في زيادة الإنتاج العلمي وتدوينه، وكثرت المؤلفات المختلفة في شتى أنواع المعارف والفنون بالإضافة إلى ما كانوا يقومون به من الإفتاء والتدريس، وإرشاد الناس وتوجيههم فإنهم لم يغفلوا عن جانب التأليف والكتابة، ولم ينصرفوا عنه رغم كثرة المشاغل والأعمال الأخرى.
_________
١ انظر: البدر الطالع ١/٢٦٨.
٢ انظر: الضوء اللامع ٣/٣١٣، رفع الإصر ٢/٢٥٨-٢٥٩، ذيل رفع الإصر ص/١٦٨، حسن المحاضرة ١/٤٤٤، شذرات الذهب ٩/٤٥٤.
1 / 249