============================================================
قد أشار إليه فعلا، كما سجل أسماء الذين أخذ عنهم بطريق الرواية الشفهية.
وأياما كان الأمرن فإن المؤلف الروسي يصرح، بدون تردد، بأنه من المستحيل تجاهل الغرناطي في تاريخ الأدب الجغرافي، فهو قد اكتسب شهرة عريضة لدى جمهور القراء، وقد راق كثيرا للأجيال القادمة(33) .
وبعدما يقول : "إن ميله إلى الغرائب واضح ملموس بحيث لا يمكن إنكاره"، يستدرك مؤرخ الأدب الجغرافي العربي. ينقل رأي كرامرز الذي يقول إن عرضه پتميز بالحيوية والتفنن، ويمكن بعد تمحيصه تمحيصا دقيقا، ر9و) استخراج نتائج طيبة منه في مختلف النواحي (55) .
ت: ويمضي كراتشكوفسكي في تحليل "تحفة الألباب"، فيقول: "ويورد أبو احامد أسماء رواته بدقة، ويتحدث عن نفسه بضمير المتكلم، وهذا يمكن التفريق بسهولة بين مصادر مادته، وكثير مما يورده على لسان الغير لا يمثل في الواقع أهمية ما، وذلك لسهولة تصديقه للعجائب، واعتقاده فيها. ولكنه، على اية حال، يبذل دائما قصارى جهده لتوسيع نطاق معلوماته. ففي القاهرة، مثلا الا جاذب الحديث مع أهل الحجاز عن عجائب الهند والصين، حيث أمضى ال ذلك الرجل أربعين سنة من عمره، وفي بغداد يستفهم أحد مسلمي صقلية عن ثوران بركان أتنا. وفي هنغاريا يجمع أخبارا مفصلة من أهل البلاد عن القسطنطينية والمشاكل السياسية فيها. وتنال أهمية خاصة روايته لما رآه بعيني ارأسه، وهو يمثل تلث الكتاب تقريبا. واهتمامه بالأبنية والمعالم المختلفة قد خلف لنا مقدارا ملجوظا من المعطيات الطريفة. فهوقد رأى أعمدة هرقل عند ل مضيق جبل طارق، وذلك قبل فترة قصيرة من انهيارها عام 1145م. وكان الا احدا من بين الآخرين ممن رأوا فنار الاسكندرية في صورته التامة، وآخر من ذكره كان الادريسي: وبعين شمس، قرب القاهرة رآى المسلة التي سقطت عام 1160م. كما نفذ إلى داخل هرم خوفو ويعلق يعقوب على هذا بقوله إن هذه ((3) نف المصدر (ص 296).
(39) نفس المصدر (ص 296).
Sayfa 14